استقبال حاشد للبطريرك الماروني في صور

198 views

وصل قرابة العاشرة من صباح اليوم البطريرك الماروني مار بطرس بشارة الراعي الى صور، حيث اعد له استقبال شعبي حضره حشد من القيادات الروحية والسياسية والحزبية والنقابية والتربوية والرياضية والكشفية وحشد من المؤمنين والمؤمنات. وأقيم احتفال لدى وصوله إلى ساحة سرايا المدينة، حيث أعدت بلدية صور مسرحا ومنبرا بخلفية صورة كبيرة للراعي، وعزفت له لحن الاستقبال موسيقى كشافة الرسالة الإسلامية.

وبعد النشيد الوطني، ألقى عضو بلدية صور جورج غنيمة كلمة رحب فيها بالراعي، ثم القى رئيس بلدية صور المهندس حسن دبوق كلمة رحب فيها بزيارته إلى صور “حيث أرض المحبة والآباء ومدينة العيش المشترك ومدينة الإمام السيد موسى الصدر الذي أرسى دعائم العيش المشترك وجاهد من أجل إقرار الحوار الوطني”، لافتا إلى أن لبنان “متمسك بقاعدته الماسية للدفاع عن نفسه وهي: الجيش والشعب والمقاومة”.

ثم سلمه دبوق مفتاح المدينة واعتبره “المواطن الصوري الاول”.

وتحدث الراعي موجها التحية لكل الذين أتوا “وتحملوا مشاق الطريق من أجل استقباله ومشاركته الفرحة العارمة في مدينة صور”، مؤكدا إن هذه الزيارة هي “تحت عنوان الشركة والمحبة، حتى نبني وطنا ونبني حياتنا الاجتماعية الطيبة”.

وأعتبر الراعي إن المطر الذي انهمر اليوم مع هذه الزيارة، إنما “هو تأكيد على البركة التي تحيط النعمة الإلهية بها وأن الرب معنا في لقائنا ويبارك خطواتنا”.

ووجه تحية محبة وتقدير وإجلال وإكبار “لكل الذين تعاقبوا على قيادة هذه المدينة من مطرانه ورجال دين مسلمين ومسيحيين وخاصة الإمام موسى الصدر، الذي نعيش أفكاره وتطلعاته في العيش المشترك والمحبة والعطاء”، وقال: “أتوجه اليوم ومن صور للصلاة من أجل الجنوب ومن أجل صور ومن أجل لبنان”.

ثم توجه الراعي مع جموع المؤمنين والمؤمنات إلى كنيسة سيدة البحار المارونية، حيث استقبله مطران الطائفة المارونية في صور نبيل شكر الله الحاج وأقيم في قاعة الكنيسة قداس وصلاة “الحج” في حضور جميع الفاعليات وألقى خلالها الراعي عظة شدد فيها على احترام الإنسان “لأخيه الإنسان من أي طائفية ولأي دين انتمى”.

ثم عقد الراعي جلسة خاصة مع القيادات الروحية في صور، ضمت مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبد الله ومفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار حبال، والمطران نبيل شكر الله الحاج والمطران الياس كفوري والمطران جورج بقعوني وعدد من المطارنة والكهنة ورجال الدين مسلمين ومسيحيين.

وجال بعد ذلك فزار كنيسة مار توما الكاثوليكية واستقبله المطران بقعوني والمطران يوحنا حداد وعدد من أبناء الطائفة الكاثوليكية و فاعاليات.

والقى بقعوني كلمة ترحيب أشاد فيها “بالروح العالية التي يتمتع بها البطريرك الراعي والبركة الملكوتية التي حلت في صور بمناسبة زيارته الراعوية المباركة، والتي تضفي أجواء المحبة والإخوة والتعاون”، واصفا مدينة صور بانها من “المدن التي تشكل نموذجا حضاريا في العيش المشترك وخاصة في ما بين الأديان السماوية والقيادات الروحية”.

وفي كنيسة الطائفية الأرثوذكسية استقبله المطران ألكفوري وراعي الكنيسة الأب جاك خليل وحشد من أبناء الطائفة وفاعاليات مدينة صور.

المطران كفوري ألقى كلمة أعتبر فيها إن “لبنان التعايش ولبنان المحبة والعطاء والتضحية والإباء ولبنان المواجهة لكل الظالمين إنما يتمثل اليوم بشخص البطريرك الراعي، الذي جال في لبنان ليجمعه على كلمة المحبة، فأن الله تجسد بالمحبة”.

واعتبر مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله إن زيارة الراعي إلى صور والجنوب والى قانا “وبالخصوص إلى قانا، حيث امتزج الدم المسيحي والدم المسلم إلى جانب قوات اليونيفل رسل السلام إلينا، ما هو إلا تأكيد على إن هذا الدماء ستنتصر على جبروت إسرائيل التي تحاول إن تلغي الحضارات والأديان”، مؤكدا على “اننا مع البطريرك الراعي ليكون لبنان بلد الحضارة والحوار والتلاقي”.

ثم انتقل الر اعي من صور إلى بلدة قانا.

راعي جال في بلدة قانا ووضع إكليلا على أضرحة شهدائها وزار مغارتها: نحن في مهد لبنان ويكفي أن نتطلع إلى شعارها وأمامنا الصليب والهلال
رندة بري: سنكون دائما جنودا لخدمة الانسان بتعاليم المسيح وبمباركة البتول مريم

انتقل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، من مدينة صور إلى بلدة قانا، حيث كانت في استقباله السيدة رندة بري ممثلة رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائبان علي خريس وعبد المجيد صالح وحشد من رجال الدين والفاعليات.

بدأ الراعي زيارته لقانا من كنيسة البلدة حيث ألقى المطران جورج بقعوني كلمة ترحيبية مؤكدا ان قانا، كما مدينة صور وكل الجنوب، كانت وما زالت مثالا للعيش المشترك.

ثم انتقل البطريرك الماروني الى أضرحة شهداء مجزرة قانا، فوضع إكليلا من الزهر على الأضرحة كما وضعت السيدة بري إكليلا مماثلا باسم رئيس مجلس النواب.

بعد ذلك تفقد الراعي مغارة قانا المكان الذي شهد أولى معجزات السيد المسيح، حيث أعد له استقبال كبير، في حضور السيدة بري والسيدة جويس الجميل والنائبين خريس وصالح ورجال دين وفاعليات.

بري

وأقيم احتفال خطابي بدأ بالنشيد الوطني، ثم ألقى رئيس بلدية قانا محمد عطية كلمة ترحيبية، وتحدثت بعده عقيلة رئيس مجلس النواب فرحبت بالراعي على “ارض الجنوب، أرض القداسة والديانات، أرض المحبة والشراكة الذي شكل منها برنامجه ورسالته صاحب الغبطة”.

أضافت: “لن أتكلم كثيرا لان الايام القادمة هي التي ستصوغ كتابا جديدا ومدخلا جديدا للبنان والجنوب من قانا، قانا مهد لبنان وشمسه”.

وقالت للراعي: “صاحب الغبطة، أيها الاب الروحي الكبير، لقد أشرقت شمس جديدة في الجنوب وفي لبنان اليوم، ونقول شكرا لكم تفتحون ذراعيكم للبنان جديد متقدم في فكره وإيمانه، وعلى هذا نعدك اننا سنكون على قدر الامانة وسنكون دائما جنودا من أجل خدمة الانسان بتعاليم المسيح عليه السلام وبمباركة السيدة البتول مريم عليها السلام بكل الانبياء والرسل”.

أردفت: “نصلي معا من اجل ان يحفظ لبنان ويحفظ هذا الجنوب ويزيل عنه أعباء اغتصاب واحتلال الارض والانسان بكل مقدساته وقدراته”.

الراعي

ثم تحدث البطريرك الماروني فقال: “أؤكد على ما قالته السيدة رندة بري عندما أسمت قانا انها مهد لبنان وأوجه من خلالك التحية للرئيس نبيه بري الذي نستطيع ان نسميه حامي ومحامي ومعزز قانا مهد لبنان، كما الشكر للسيدة جويس الجميل ومن خلالها للرئيس الاسبق امين الجميل الذي اعطيتم انتم من دمائكم للبنان”.

أضاف: “نعم نحن في مهد لبنان ويكفي ان نتطلع الى شعار قانا وأمامنا الصليب والهلال لنقول ما أجمل المسيحية والاسلامية اذا اجتمعا”.

وتحدث عن مجيء المسيح الى قانا وعن معجزته “ليجري بذلك مسيرة التغيير والتحويل في تاريخ البشر، السيد المسيح أعطى معنى لكل شهادة ولكل ألم، هذا هو الصليب يعانق الهلال وهذه هي المسيحية والاسلام مدعوان للتبديل والتحويل والتغيير لشهادة الدم، ان الذين يأتون الى هنا الى قانا من كل العالم ليس ليشاهدوا صخورا وإنما لأخذ الامثولة، وتبقى قانا هذه المنفتحة لكل من يأتيها شرقا وغربا، فلتكن هي رسالتها الصليب والهلال”.

وقال: “لبنان يتفرد وحده في العالم شرقا وغربا، حيث استطاع فيه المسلم والمسيحي ان يبنيا مجتمعا واحدا متساويا في المسيحية والاسلام منظما في الدستور وفي حياتنا اليومية وهي رسالة للعالم كله. كلنا يدرك ان لا معنى لوجودنا كمسيحيين من دون المسلمين ولا معنى لوجود المسلمين من دون المسيحيين لاننا اصبحنا عائلة واحدة، لبنان هذا هو”.

وختم: “أحييك يا أرض الجنوب الذي فيك تعانقت المسيحية والاسلام وأهنئ هذه الأرض المقدسة التي فيها الحب والشهادة والاستشهاد”، مذكرا بشهداء مجزرة قانا “وكل الشهداء الذين سقطوا على مذبح الوطن. لولاهم جميعا لما جئنا الى هنا ولما كان لبنان لولا دمائهم فلا تخافوا من الصعوبات ومن الألم ومن الوجع، لا نخاف من صعوبات الحياة ولا من الحرب ولا من العنف لان الصليب هو الاقوى والهلال يطلع علينا كل يوم عطية الله للبشر هو ايضا الاقوى”. ودعا الى الحفاظ على كل هذه المعاني والقيم.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

Previous Story

وزير الصحة جال في مستشفيات زحلة وبعلبك الحكومية: سنكون في الموقع نفسه مع المعارضة في ما يتعلق بقضايا الناس

Next Story

شافيز ينتقد خطاب أوباما أمام الأمم المتحدة ويصفه بـ”الساخر”

Latest from Blog