رادار نيوز-
خطفت زيارة اللواء عباس ابراهيم الاميركية الانظار عن الحراك الحكومي، بل شكلت الحدث نهاية الاسبوع الماضي بعد أن ضم اليها زيارة باريس حيث التقى كبار المسؤولين في الاليزيه والمعنيين مباشرة بالملف اللبناني.
الاعلان عن زيارة باريس جاء عبر تغريدة للناشط السياسي المقرب من الحزب سالم زهران والتي كشف فيها عن “شيفرة” المرحلة المقبلة التي سيأتي بها اللواء ابراهيم الى لبنان، بل ذهب زهران بعيدا كاشفاً عن زيارة قام بها اللواء في الاسابيع الاخيرة الى بغداد “رُسمت فيها الاحرف الاولى لاتفاق اقتصادي كبير اذا ما تم سيؤدي الى توفير مليارات الدولارات على الخزينة العامة”.
هذه التغريدة لم تلق ترحيباً من قبل جمهور حزب الله الذي سارع الى التغريد والنشر عبر مواقع التواصل ساخراً من كلام زهران ومنتقداً دور اللواء ابراهيم، ومعتبراً أن البعض دخل في وهم تصوره لحل الازمات عبر حاملي الرسائل، اذ أن مشكلة لبنان بحسب جمهور الحزب وجيشه الالكتروني اعمق من ان يرسم لها أدوار دخانية مقبوضة الثمن.
أما المعلومات فتشير الى عكس ما يتم تدوينه في لعبة توزيع ادوار باتت معروفة، وبالتالي فان الحزب بانتظار ما سيحمله ابراهيم من رسائل أميركية باتجاه الضاحية مع انطلاق مفاوضات الترسيم مع اسرائيل، حيث لم تستبعد مصادر مطلعة امكانية لقاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله باللواء ابراهيم بعيداً من الاعلام ووضعه في صورة الجولة الخارجية، وسط اشارات أميركية اسرائيلية تشدد على ضرورة تضييق الخناق أكثر على المنظومة العسكرية للحزب وتحديدا على كل ما يتصل بالصواريخ الذكية الصينية التي يمتلكها حزب الله، وهو محور اهتمام اميركي اسرائيلي يوازي اهمية ترسيم الحدود وربما أكثر.
تتريث قيادة حزب الله في اعطاء أي جواب عن زيارة اللواء ابراهيم والتي وضع جدول اعمالها بدقة كبيرة ولعب اللبناني نزار زكا الذي ساهم ابراهيم بتحريره من السجون الايرانية دوراً بارزاً في ترتيب لقاءات عدة مع مسؤولين في الاستخبارات الاميركية ومع اهالي بعض المحررين أو الذين قتلوا على يد داعش، وحرص الجانب الاميركي على أن يغطي طاقم اعلامي لبناني الزيارة وارسال طائرة خاصة لمدير العام الامن العام القادر وفق الاميركيين على لعب دور مهم في المرحلة المقبلة التي ترسم في عواصم القرار وتشمل وضع حزب الله في أي مفاوضات مرتقبة بين طهران وواشنطن بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية وما قد يصدر عنها من قرارات تشمل أراضي العواصم المشتركة بين البلدين “بيروت دمشق وبغداد”.
اما في عين التينة فتتردد أصداء زيارة اللواء ابراهيم وترصد دوائر الرئاسة الثانية حراكه بشكل مستمر، وان كان الرئيس نبيه بري مرتاحاً للدور الذي يلعبه اللواء ونجاح في كثير من الاحيان في تنفيذ الشق النظري الذي يضعه الرئيس بري في مفاوضاته مع المعنيين، الا أن الحذر من قبل الحركيين والمقربين من بري دائم والقلق يزداد يوما بعد يوم وخوف من “الوراثة السياسية”، وهذا الامر تُعبر عنه قيادات في الحركة مقربة من عين التينة وتخشى انقلاباً مفاجئاً على المنظومة القائمة منذ عشرات السنوات في مقر الرئاسة الثانية، ويتملكها بشكل يومي هاجس “التسيلم والتسلم”، ومن يعرف الرئيس نبيه بري يعلم أن الرجل يستبق مؤشرات الزمن في اي قرار قد يتخذه، واليوم بات ميالاً أكثر الى هذه الخطوة، لأن الامور تتغير بوتيرة متسارعة تعاكس مصالح الطبقة السياسية الحالية وأن القرار العالمي قد اتخذ ومن يبادر ينجو من الانقلاب.
مرحلة الترسيم اللبناني والتطبيع الخليجي، ورسم الخرائط الشرق أوسطية، قد تكون أبعد من قنابل دخانية تتقاذفها الدول لتقطيع الوقت، وثمة من يضع جدولاً زمنياً ليس ببعيد يشمل تغييرات جذرية في بعض الدول العربية ومنها لبنان، حيث يصر الاميركي على اخراج حزب الله من المنظومة العسكرية ودمجه باللعبة السياسية اللبنانية ولو كلف الامر تغييرات جذرية في نظام الحكم تطال طوائف اساسية في البلاد.