رادار نيوز-
أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن عن مفاجأة وبشرى سارة للبنانيين، وهي أنّ وزارة الصحة حجزت عبر منصة “كوفاكس” (التجمع العالمي للقاحات كورونا) حصة لبنان من اللقاحات، والتي ستتوفّر للبنانيين في موعد حدّه الأقصى شهر كانون الأول، أي قبل نهاية العام الحالي. ولكن ما مدى فعالية هذا اللقاح الذي يُنظر إليه على أنه “الكأس المقدّسة” التي ستنهي الوباء؟ وهل سيعيد الحياة إلى طبيعتها؟ ومن سيحصل عليه؟
عضو “اللجنة الوطنية للأمراض السارية والمعدية” والاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور عبد الرحمن البزري يوضح لـ “أساس” أن “لا لقاح معيّن حتى اليوم، بل هناك لقاحات بمراحل التجارب الاخيرة، كاللقاح البريطاني، والأميركي، والإسباني إضافة إلى لقاحات أخرى. ووزير الصحة حمد حسن لم يعلن عن لقاح، بل قال إنّ هناك عدداً من اللقاحات المرشّحة للحصول على مصادقة الهيئات العالمية للدواء سواء الهيئة الأميركية للدواء أو الهيئة الاوروبية للدواء أو حتى منظمة الأمم المتحدة. واليوم، وصلت التجارب إلى المرحلة الثالثة من التجارب، ووصل بعضها إلى المراحل الاخيرة. وعند الحصول على ترخيص لهذه اللقاحات، سيحصل لبنان على اللقاحات لأن المفاوضات متقدّمة جداً مع منصة “كوفاكس”* التي تهتمّ بتأمين اللقاحات للدول غير الغنية. لذلك، نحن في لبنان منذ ما يقارب الشهرين أو الثلاثة، بدأنا بمتابعة الملف. ولبنان في مقدّمة الدول التي وقّعت على مذكرة التفاهم. ولكن بالطبع، هذا الأمر مرتبط بنجاح اللقاح، وبانتظار نجاح التجارب النهائية إضافة إلى أنّ هناك دولاً مثل روسيا والصين تقول إنها أيضاً وصلت إلى مرحلة متقدّمة بموضوع اللقاحات. والحكومة اللبنانية تقوم بواجباتها بالتفاوض لكيفية تأمين اللقاحات”.
وتطرّق البزري إلى تفاؤل وزير الصحة: “هذا التفاؤل يعكس جو المفاوضات اللبنانية مع “الكوفاكس”، ولكن متى تصل اللقاحات إلى لبنان؟ هذا مرهون بأمرين: الشرط الأول نجاح اللقاحات بالتجارب النهائية، وهناك معلومات مشجّعة، والشرط الثاني إنهاء الاتفاقات كلها بين لبنان وكوفاكس”.
كما أوضح البزري أنه “في البداية، عندما سيتوصلون إلى العلاج، سيـكون هناك إمداد محدود من لقاحات فيروس كورونا. وعليه، سيتأمّن للبنان لقاحات بمقدار 20% من سكانه فقط. وهذه هي الحال مع جميع الدول، وسيُوفّر اللقاح لأولئك الأكثر عرضة للخطر في البلاد، وهذا يشمل مثلاً الأكبر سناً أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو العاملين في المجال الصحي في الخطوط الأمامية للوباء، وهؤلاء كانوا أساسيين في إنقاذ الأرواح واستقرار النظام الصحي اللبناني. وبعدها في الأشهر التالية، سيتواصل تدفق اللقاحات لجميع اللبنانيين. بينما تتكفل المنظمات الدولية المختصة باللاجئين تأمين اللقاح بالتنسيق مع وزارة الصحة للسوريين والفلسطينيين المقيمين في لبنان”.
أما عن الأموال المخصصة للالتزام بالدفع قال البزري: هي أموال “قرض” من البنك الدولي وليست “أموال هبة”. وعليه، شرح المعنيون بهذا الملف وضع لبنان، وقدّموا طلب استرحام يستمهلونهم الدفع فيه، وكان الطرف الآخر متجاوباً مع وضع بلادنا الحسّاس حالياً”.
ولدى سؤاله عن كيفية توزيع هذه اللقاحات، وهل ستوزّع مجاناً قال: “لا أملك تفاصيل عن كيفية التوزيع حتى اليوم، والأمور ستتضح مع الوقت”.
*ما هو برنامج أو منصة كوفاكس؟
برنامج كوفاكس للقاحات، هو برنامج عالمي للقاح المشترك ضد فيروس كورونا، وضعته منظمة الصحة العالمية، ويضمّ 19 دولة في إطار تيسير متابعة تطوّرات مشاريع إنتاج لقاحات مضادة لوباء كورونا المستجدّ، وتيسير حصول كلّ الدول الأعضاء عليه بطرق عادلة وآمنة وبالأسعار المثلى، وكذلك تعزيز القدرات التفاوضية للبلدان مع شركات ومختبرات إنتاج اللقاح، بما أنّ الطلب سيكون أكبر طبعاً، وهذا سيكون أفضل تفاوضياً، مع إلزامها بتوفير الكميات الضرورية لكلّ الدول، من دون تمييز، من منطلق عالمي تضامني.
ويشترك في قيادة كوفاكس كلّ من: التحالف العالمي للقاحات والتحصين “GAVI”، ومنظمة الصحة العالمية، وائتلاف الابتكارات والتأهب للوباء”CEPI”، وكلها تحالفات مهمة جداً.