نصر الله اطل في خطاب للدفاع عن مشكلات تسبب بها خطابه السابق،
نستغرب تجاهله المتعمد والمتكرر لمساعدات السعودية للبنان
نستنكر محاولات زج اسم “المستقبل” و”14 آذار” في أحداث سوريا
وطنية – 12/4/2011 عقدت كتلة نواب “المستقبل” اجتماعها الدوري الأسبوعي الثالثة من بعد ظهر اليوم في قريطم، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعرضت فيه الأوضاع في لبنان والمنطقة. وفي نهاية الاجتماع أصدرت بيانا تلاه النائب عمار حوري وفي ما يلي نصه:
“أولا: توقفت الكتلة أمام حال المراوحة في موضوع تشكيل الحكومة الجديدة، واستغربت هذا التأخير وهذا التداخل السياسي على أكثر من صعيد إزاء هذا الموضوع، خاصة بعد أن انفرد تحالف قوى الثامن من آذار بأمر تشكيل الحكومة. في هذا المجال تبدي الكتلة قلقها من تنامي الانعكاسات السلبية جراء هذا البطء والارتباك، سيما وأنه لم يعد مفهوما من يشكل الحكومة ومن يحدد مواعيد صدور مراسيمها وذلك في ظل تفاقم التخبط الذي تعاني منها الإدارات الحكومية وظهور المزيد من المؤشرات الاقتصادية والمالية السلبية، واستمرار تعطل مصالح المواطنين وتراجع حركة السياحة ومعدلات النمو، والأهم تراجع الثقة بلبنان. إن الفرصة سانحة لتمكين لبنان من أن يستمر موئلا للاستقرار والنمو في ظل الظروف العربية والدولية الراهنة، وهي فرصة كبيرة، ولكن يبدو أن قوى الثامن من آذار وبعد أن نفذت انقلابها على حكومة الوحدة الوطنية، ورشحت الرئيس المكلف في ظل الملابسات المعروفة عجزت حتى الآن عن تمكين لبنان من الاستفادة من هذه الفرصة المتاحة، بل أنها في طريقة تصرفها ومراوحتها تقوم بمفاقمة السلبيات والمشكلات وتلحق الضرر بمصالح لبنان واللبنانيين، وتضيع عليهم موارد كبيرة كان من الممكن استقطابها والإستفادة منها.
ثانيا: توقفت الكتلة أمام ما ورد على لسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير وهي في ذلك تلفت النظر إلى النقاط التالية:
أ- إن السيد نصر الله اطل على اللبنانيين في هذه المرة في خطاب يبرر ويكابر ويدافع فيه عن المشكلات التي تسبب بها خطابه السابق ولاسيما بما يختص بالأزمة التي افتعلها مع بعض الدول العربية الشقيقة نتيجة تدخله في مسائل تعود للأوضاع الداخلية لتلك البلدان مما كان له ردة فعل سلبية لديها وعلى اللبنانيين المقيمين فيها. أولئك اللبنانيون الذين آلوا على أنفسهم على مدى عدة عقود طويلة تركيز نشاطهم في بلدان المهجر على العمل والسعي لكسب الرزق دون التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان التي يعملون فيها. والعجيب أن السيد نصر الله بدل أن يشجعهم على الاستمرار في هذا التوجه ويعمل من أجل التهدئة ويترك معالجة الأمور للسلطات الرسمية في تلك البلدان لها وحدها، عاد وفاقم المشكلة بالحديث مجددا عنها وكذلك بالتدخل في شؤون بلد عربي آخر، فيما كان المطلوب أن يوقف تدخلاته، وهي السياسة التي التزم بها لبنان حتى الآن والتي يجب ان يستمر بها وهي السياسة التي وقفت خلف ازدهار لبنان وازدهار عمل اللبنانيين في الخارج سابقا وجنبتهم الكثير من السلبيات. لذلك تناشد كتلة المستقبل النيابية المسؤلين في دول مجلس التعاون الخليجي، أن لا يؤخذ اللبنانيون المقيمون في دولهم بما صرح به البعض او قام به البعض الآخر ممن لا يعبرون عن مشاعر الأغلبية الساحقة من اللبنانيين التي تكن كل الإحترام والتقدير لدول مجلس التعاون الخليجي قيادات وحكومات وشعوبا وتحفظ لهم كل مشاعر المحبة والود والأخوة العربية وأن يستمر الأمن والإزدهار في هذه الدول.
ب- إن الأسلوب الذي اعتمده السيد نصر الله لجهة تصنيف اللبنانيين والتبرير الانتقائي الذي مارسه فيما خص ما نشر من المستندات نقلا عن موقع ويكليكس وإطلاقه الاتهامات تجاه أطراف والعمل على تبرئة ساحة أطراف أخرى، ليس إلا محاولة مستهجنة ومرفوضة للتمييز بين اللبنانيين بين وطني وخائن وهي عادة درج على اعتمادها السيد نصر الله. فالمعروف أن أحدا لم يعط السيد نصر الله تكليفا بأن يلعب دور الديَّان ليقوم بالتبرئة أو الاتهام والإدانة. لكن الغريب أيضا في الأمر، أن السيد نصر الله يخلص في محصلة الأمر إلى نتائج غير متساوية، بإقدامه على إدانة واتهام فريق نتيجة هذه الأوراق وتبرئة فريق أخر نتيجة الأوراق ذاتها. مما يدل على أنه ينطلق من موقف مسبق تجاه أطراف وهو لا يريد أن يغير فيه أو أن يقوم بتبديله خدمة لأهداف سياسية وذاتية: “وعين الهوى عن كل عيب كليلة لكن عين البعض تبدي المساوئا”
ج- استغربت الكتلة تجاهل السيد نصر الله المتعمد والمتكرر للمساعدات التي قدمتها المملكة العربية السعودية وهي المساعدات التي قدمت لإعادة إعمار قرابة نصف ما دمره العدوان الإسرائيلي من وحدات سكنية متضررة أو مدمرة أو ما يوازي 55200 وحدة سكنية في أكثر من 208 بلدة وقرية في كل أنحاء لبنان و36 مبنى في الضاحية الجنوبية. كما تنكره ايضا في ذات الوقت لما قدمته الدولة اللبنانية من مساعدات من أجل إعادة إعمار 39500 وحدة سكنية. هذا في الوقت الذي أشاد فيه السيد نصر الله بدور الجمهورية الإسلامية الإيرانية من دون أن يوضح للرأي العام قيمة المبالغ التي أنفقتها إيران مشكورة، ووجوه ذلك الإنفاق ومطارحه أو أمكنته.
ثالثا: نوهت الكتلة بالدور الذي يقوم به الجيش والقوى الأمنية اللبنانية وخاصة قوى الأمن الداخلي، في كشف الشبكات الإجرامية وعلى تحليها بالمناقبية اللازمة وخاصة في طريقة التعاطي مع الأحداث التي شهدها سجن رومية حيث تمت السيطرة على ما جرى من أعمال شغب بدرجة عالية من المهنية والابتعاد عن استعمال السلاح وإراقة الدماء. تؤكد الكتلة على أن حالة السجون بما وصلت إليه من ترد يجب أن تكون معالجتها الحاسمة والسريعة بما يضمن المعاملة الإنسانية للسجناء والموقوفين التي هي مسؤولية الجميع وحيث يجب الإسراع بتنفيذ ما أقرته الحكومات المتعاقبة من قرارات للمعالجة التي وقف إقفال مجلس النواب وتعطيل أعمال الحكومات المتعاقبة على مدى السنوات الست الماضية حائلا دون السير بتلك المعالجات. كذلك تنوه الكتلة بما قامت به قوى الأمن الداخلي من جهود مشكورة في ملاحقة المجرمين الذين اختطفوا السياح الاستونيين السبعة، وكان آخر تلك التضحيات ايضا استشهاد احد العناصر المكلفين في الأمر. والكتلة تأمل في نهاية سريعة وآمنة لمحنة الإختطاف التي تؤثر سلبا على سمعة لبنان. كما تشدد الكتلة على أهمية مبادرة القوى الأمنية اللبنانية من جيش وقوى امن داخلي الاستمرار في بذل كل جهد مستطاع وايضا المثابرة الدؤوبة بما يسهم في تعزيز سلطة الدولة وبسطها على كافة الأراضي اللبنانية بما يعزز الثقة بالأمن ويحمي ويحافظ على حقوق المواطنين.
رابعا: استعرضت الكتلة التطورات الجارية على صعيد التحرك الشبابي في مختلف بلدان العالم العربي، وشددت على دعمها لتلبية المطالب الإصلاحية التي ينادي بها أولئك الشباب ودائما مع التشديد على اعتماد الوسائل الديمقراطية. واستنكرت الكتلة استخدام العنف ضد المواطنين العزل تحت أية حجة كانت ولاسيما بعد أن انقضى زمن القمع والتسلط. ان الرسالة التي أرسلها الشباب العربي من تونس إلى مصر إلى كل الأرجاء العربية، بأن ما كان معمولاً به في وقت مضى لم يعد مقبولاً الآن، وأصبح من الضروري بل من المفيد التعامل مع هذه المطالب الإصلاحية بشكل مبادر وواقعي لجهة التقدم على مسارات الإصلاح.
من جهة ثانية، وفي هذا السياق، تكرر الكتلة استنكارها لاستمرار محاولات بعض الأطراف ووسائل الإعلام لزج اسم تيار المستقبل وقوى الرابع عشر من آذار في الأحداث الجارية في سوريا الشقيقة. إن الكتلة التي تستنكر هذه المحاولات المشبوهة والفاشلة والعارية تماما عن الصحة، تعلن بوضوح أنها لا تتدخل وترفض رفضا قاطعا التدخل في شؤون سوريا الداخلية وأنها منسجمة في ذلك مع طروحاتها بأنها لا تقبل أيضا أي تدخل في شؤون لبنان من أي طرف كان”.