//

عاشوراء موعد ارتداء السواد حبًّا وحدادًا – عماد جانبيه

953 views
أنا لست هنا لأكتب عن سيرة وعظمة الحسين وأنصاره ولكن لا بد لي من كلمة حق تقال في هذه الأيام الكربلائية التي نعيشها في عاشوراء، والوطن مصاب بالتمزق والشلل والتراجع الإقتصادي والمعيشي.
عاشوراء موعد ارتداء السواد حبًّا وحدادًا، ويمكن للناظر أن يلمح في الحزن الساكن في العيون لهفة إلى الدمع العاشورائي العاشق، وكأن هؤلاء المتألمين جميعهم يستصغرون ألمهم ويحولونه إلى طاقة حبّ وجهتها عاشوراء، بل مبعثها ومثواها عاشوراء.
لا فرق بين ملتزم بالواجبات الدينية وبين من لا يلتزم؛ فالقلوب تنطق بفطرتها، بما وُلدت عليه من حزن على مصائب أهل البيت (ع).
لا أذيع سراً إذا قلت: ان الكتابة عن أهل البيت تختلف اختلافاً جذرياً بينها وبين الكتابة عن أهل السياسة وما ادراكم ما أهلها، وعذراً لا يجوز ولا يمكن لأي انسان ان يقارن بين العطاء والطهر والإيمان والوفاء وبين رجال السياسة حيث الكذب والتدليس والعهر والخداع.
ومما لا شك فيه، ان سرد مآثر وبطولات أهل البيت لا تحتاج من كاتبها سوى طهارة القلب والوجدان، ونضارة الضمير وصفاء النفس، ونقاء الروح وحسن القصد، لأن الذين نكتب عنهم قد غابوا عن دنيانا منذ مئات السنين، ولم يعد لديهم ما يغري خوفاً منهم أو طمعاً فيهم، كما هي حالنا هذه الأيام مع العديد من رجالات السياسة والمجتمع اصحاب الغايات الشخصية.
ولأن الحديث يتمحور حول عاشوراء، فالكتابة تختص بالإمام الحسين (ع) لأنه قاوم الظلم والفساد، وهو الثائر الأول، السيد الرشيد، الوفي التقي، والمقدام الشجاع، الذي سقط شهيداً، دفاعاً عن السلام ضد الكفر والإلحاد والإستبداد، بمعارك بين الحق والباطل، وسقط معه شهداء سطّروا صفحات خالدة في الرجولة والبطولة والشجاعة.
“هيهات منّا الذلّة” ليست شعارًا مرتبطًا حصرًا بإحياء مناسبة عاشوراء بقدر ما هي ثقافة حياة إنتصرت بالدم على السيف، وهي نمط تسير عليه القلوب بالحب والحزن السخيّ الصادق بالوفاء.
في استشهاد الإمام الحسين ومن معه، كانت المصيبة وكان الحزن والبلاء… تنحني الرؤوس إجلالاً لهم..

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

Previous Story

“كاس لبنان” في التنس لنادي الغولف تدخل تصفيات الدور 32 للرجال والسيدات

Next Story

دروس قمّة جدّة العربية الأمريكية جامعة الدول العربية هي مظلتنا الإقليمية “للأمن والتنمية”

Latest from Blog