كتب العميد الركن بهاء حلال
اختزن شهر حزيران ويختزن الكثير من المكنونات التاريخية،
والسياسية ، منها ما ترك اثراً فينا ، ومنها ما سيترك اثاراً ممكن ان يعول عليها لانضاج عملية حوار بين فرقاء الوطن للخروج من عنق الزجاجة.
وممكن ان لا يسفر الاثر عينه شيء..
في ١٤ حزيران لم ينجح المتقاطعون على الوزير جهاد ازعور وقاطعو الطريق على الوزير سليمان فرنجية على الثبات في متاريسهم التي شيدوها على عجل ضد فريق الثنائي الشيعي وحلفائهما لعدم قدرتهم على بناء خنادق اتصال في الميدان الانتخابي من اجل خوض معركةً سياسية ترتكز على ثوابتٍ استراتيجية وتكتية محملة بمشروعٍ انقاذي للبنان المريض فتناقضت التقاطعات وأسفرت عن نتيجة عددية فيها ما فيها من اشارات وعِبر والاهم في عِبرِها ان نتيجة ال59 صوتاً هي بالتفصيل 50 صوتاً (للمكونات المسيحية عامة اي ما تبقى من 14 اذار اضافة للنواب المؤيدين للنائب جبران باسيل من تكتل التيار الوطني الحر ) و9 اصواتٍ (لنواب التغيير من اصل 12 نائب في كتلتهم) وهذا ما يعني بالارقام حصل جهاد ازعور على (50 + 9) اصوات.
وبالمقابل حصل الوزير السابق سليمان فرنجية على 51 صوت
من 8 اذار عموما .
وهنا فلو قارنا الارقام هذه الارقام بالمنطق العددي : نرى
ان 8 اذار حصلت 51 نائب
و14 اذار حصلت 50 نائب
اضافة الى 9 نواب تغييرين قرروا نهار الاربعاء صباحا الاصويت لجهاد ازعور،
وهنا تظهر جليا بصمة الانتخابات النيابية التي انتجت هذا المجلس والفعل الخارجي المؤثر حينها الذي خلق
“بيضة قبان” في هذا المجلس تكون قادرة على صنع فارق مطلوب غب الطلب.
لذا كان التغيريون ما عدا
(الياس جرادة، وحليمة قعقور، وسينتيا زرازير، ) الجوكر الذي يمكن ان يغير او ان يقلب النتائج رأسا على عقب .
لكن ما حدث
لم يكن يتوقعه المتشائمين من فريق المتقاطعين ، حيث لم ينل المرشح الوزير السابق جهاد أزعور الـ60 صوتا او الـ65 صوتاً كما تم التحضير والترويج في الساعات الماضية. ويبدو أن تقديرات فريق الثنائي جاءت صحيحة 100% ، فكانت تقديراتهم عشية الجلسة أن الوزير أزعور سوف ينال بين 58 و 59 صوتاً لا أكثر ، وهذا ما حدث.
لقد نال أزعور 59 صوتا، وفرنجية 51 صوتا والوزير السابق زياد بارود 6 اصوات وهي اصوات الثلاثي التغييري جرادة وزرارير وقعقور بالاضافة الى نكهة جنوبية باصوات البزري وسعد ومسعد ، وصوت واحد لقائد الجيش العماد جوزيف عون يعتقد انه صوت النائب ايهاب مطر ، و 8 أوراق تحمل عبارة لبنان الجديد، ورقة ملغاة، وورقة بيضاء. ومغلف فارغ ( كاد هذا المغلف ان يكون عبوة كامنة ممكن ان تفجر الجلسة وتشظي المواقع السياسية لولا حنكة الرئيس نبيه بري وقدرته النبيهة على استيعاب الامور وترشيدها الى بر الامان )
الى ماذا تؤشر هذه النتائج ؟