ناديا الحلاق;
اعتداء على القيم الأسرية في لبنان، إغراء بالدعارة وممارسات خادشة للحياء تنشط إلكترونياً في “زمن الأزمة” عبر شبان وشابات من خلال تطبيق “تيك توك” الذي عبّد طريقاً جديداً للمجرمين لممارسة جرائمهم، ما أثار غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً الأهالي بعد أن أصبحت مهنة الدعارة علنية وعلى عينك يادولة مطالبين القوى الأمنية بوضع حد لهذا الفلتان الأخلاقي.
وغذّت الأزمة الاقتصادية وتراجع رقابة القوى الأمنية ممارسات المستخدمين عبر “تيك توك” الخادشة للحياء حيث يمارسون أعمالهم بلا حسيب ولا رقيب بغية جني الأموال بالدولار بكبسة زر.
و”التيك توك” هو واحد من أهم وأشهر تطبيقات الهواتف للتواصل الاجتماعي، ولديه شعبية كبيرة جداً خصوصاً لدى شريحتي الأطفال والمراهقين.
و ظاهرة “الدعارة عبر التيك توك” تزداد انتشاراً وتهدد المجتمع اللبناني، فكيف يتمّ الترويج للدعارة وأين أجهزة الرقابة ومكتب مكافحة الاتجار بالاشخاص وحماية الآداب؟
أخصائي التطوير التكنولوجي هشام الناطور يقول لـ “رادار نيوز”: انتشر استخدام تطبيق “التيك توك” في الفترة الأخيرة وزاد عدد مستخدميه بشكل سريع جداً في أواخر عام 2021 إلى أكثر من مليار مستخدم نشط شهرياً بسبب تميزه عن غيره من البرامج المنافسة في تحديد اهتمامات المستخدمين باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي”.
ويضيف: “تطور استخدام التطبيق إلى أكثر من نشر المحتوى التعليمي أو الترفيهي أو التثقيفي في البلاد العربية ومنها لبنان، ليصل إلى حدود خدش الحياء عبر عرض بعد الفتيات أنفسهن للبيع بالدولار أو عبر القيام بالتحديات المثيرة أو الظهور بوضعيات مخلة بالآداب كما يحصل اليوم عبر تقنية البث المباشر وهو ما أصبح يعرف ببيع الجسد أو الإثارة عبر التطبيق”.
وتعود الأسباب الرئيسية لانتشار هذه الظاهرة في لبنان إلى “تردي الأوضاع المعيشية والبطالة والفقر وازدياد أعداد خريجي الجامعات وقلة فرص العمل وتردي الأجور ما دفع العديد من الفتيات نحو اعتماد أسلوب “جني الأموال بسهولة” أو الـ” Easy Money”.
وعن طريقة كسب الأموال يشرح “الناطور”: “زيادة عدد المتابعين ترفع نقرات “اللايك” الإعجاب على التطبيق ما يؤدي بطبيعة الحال إلى حصول أصحاب الحسابات على صفقات إعلانية وبالتالي توفير مصدر ربح سريع وسهل لهم، إضافة إلى مسابقة التحديات”Challenges” أو جولات التحدي بين المستخدمين حيث يستطيع كل منهم جني الهدايا أو النقاط من متابعيهم أكثر وهذه النقاط هي الأموال التي يجنونها”.
ويضيف الناطور: “الأرباح المادية بالفريش دولار أدت إلى ازدياد انتشار ظاهرة الدعارة وخدش الحياء عبر “تيك توك” ما أدى إلى جذب فئة معينة من الشباب والتي تتراوح أعمارهم ما بين 15 و30 عاماً حتى أصبحت هذه المهنة مصدر رزق بالنسبة لهم، ولا ننكر أن لبنان أصبح يدخل أموالاً ضخمة من جراء استخدام هذا التطبيق”.
وتشتد خطورة استخدام “التيك توك” عندما تتخطى الدعارة حدود شاشات الهواتف الذكية وتصبح تمارس بصورة فعلية على أرض الواقع، وهنا يقول الناطور: “في هذه الحالات تصل الأمور بين المروجين للدعارة إلكترونياً إلى مرحلة الاستفزاز والمطالبة بالفدية المالية والخطف وغيرها من الأساليب القذرة”.
ورغم مساوىء التطبيق لا ينكر الناطور إيجابياته حيث يتم من خلاله في معظم الأحيان نشر المحتويات البناءة والهادفة لكل الفئات العمرية ولكل التوجهات”.
أما بالنسبة لأفضل طرق الربح الشرعية من “تيك توك” فيلفت إلى إمكانية جني الأموال بطريقة صحيحة وسليمة عبر حملات إعلانية لصالح الشركات التي قد تطلب ذلك من أصحاب الحسابات الضخمة مقابل مبالغ مالية”.
وبحسب الناطور يبقى دور الأهل في توجيه أبنائهم حول الاستخدلم السليم للتطبيقات الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي هو الأهم.
ولحماية الأطفال من المحتوى الغير لائق يمكن للأهل التواصل مع مزودين إشتراك الإنترنت الـ ISP والطلب منهم حظر تلك التطبيقات والمواقع عن بعض الأجهزة أو جميعها في المنزل لتفادي إنجرار الأطفال أو الأفراد ما دون سن الـ١٨ في تلك الدوامة”.
وتعليقاً على انتشار ظاهرة “الدعارة عبر التيك توك”، يؤكد مصدر أمني لموقعنا أن “القوى الأمنية ليس لديها أرقاماً واضحة عن حالات الدعارة التي يروج لها عبر التطبيقات الإلكترونية في لبنان ولا شكاوى رسمية مسجلة لدينا من قبل المواطنين، ومسألة ضبط ومراقبة هذه الشبكات ليس سهلاً ويتطلب قراراً حكومياً”.
ويشدد المصدر الأمني على “ضرورة دور الأهل في التوجيه والتوعية وعلى تكثيف الحملات التوعوية لاستخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في المدارس”.
ودعى جميع المواطنين في حال رصدهم أي صور أو مقاطع فيديو خادشة للحياء تبليغ القوى الأمنية وتزويدها بأسماء المستخدمين.