النسوية عنوان لتأكيد المساواة بين الجنسين – ريتا الفغالي

النسوية هي حركة مهمة تدعو إلى تحقيق المساواة بين الرجال والنساء. لكن في جميع أنحاء العالم، هناك فهم وتفسير خاطئ لهذه الحركة، الذي يُشوش على فهمنا لها، ويقيِّد إمكانياتها الحقيقية. وهذا ما يؤدي إلى سوء الفهم وتكرار الأفكار النمطية ومنع التقدم نحو تحقيق المساواة بين الجنسين.

أفكار شائعة وخاطئة هي لإعتقاد البعض بأن النسوية تنطوي على كراهية للرجال.  بل هي لتأكيد العدالة بين الجميع.

غالبًا ما يُسيء الفهم أن النسويات يرفضن الأدوار التقليدية، مثل دور الأم الذي تعيشه في المنزل وتعتني بالأسرة. ولكن في الواقع، تؤيد النسوية حق الأفراد في اختيار الدور الذي يروق لهم وفقًا لظروفهم الشخصية. وأيضاً، للتأكيد على أهمية الاختيار الذاتي والاستقلالية، بغض النظر عما إذا كان الشخص يختار الالتزام بالأدوار التقليدية أم لا.

اضافة الى ذلك، فالبعض يشير إلى أن النسويات يتجاهلن الاختلافات البيولوجية بين الجنسين. رغم أنها تعترف بالبيولوجيا وفي الوقت نفسه تسعى إلى تحدي القيود الاجتماعية المبنية على هذه الأساس.

قد يتجاوز بعض الأشخاص الذين يصفون أنفسهم بأنّهم نسويّون، ويقومون بالتصرف بطرق غير ملائمة. على سبيل المثال، قد يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للتنمّر على الآخرين، ويتخذون منها وسيلة لنشر أفكار سلبية عن الرجال. هذا السلوك لا يتفق مع قيم النسوية الحقيقية، التي تدعو إلى التعامل مع الجميع بالاحترام والعدالة.

ويُلاحظ أحياناً أنّ البعض منهم يلجأون إلى التظاهرات العنيفة وغير ملائمة كوسيلة للتعبير عن آرائهم. هذا التصرف يخالف فلسفة النسوية السلميّة والمشاركة البنّاءة في تحقيق التغيير. كما ويتجاهلون القضايا الاجتماعية الأخرى مثل العنصريّة والفوارق الاقتصاديّة، ويركّزون فقط على مسألة المساواة بين الجنسين.

ان النسوية الحقيقية هي ضد كلّ أشكال الظلم والتمييز، ولا تقتصر على قضايا محدّدة.

ان النسوية الحقيقية تشجّع على التفاهم والإحترام، وتنوّع الآراء والقرارات.

ان كل هذه التصرفات لا تعكس مبادئ النسوية الحقيقية، سواءً كانوا رجالاً أم نساءً.

وأخيرا ليس آخراً، من المهم جداً، أن ندرك أن أي حركة قد تحتوي على أفراد يرتكبون أخطاء أو يتصرفون على خلاف مبادئها الحقيقية.

لا تلغي القيم الأساسية والأهداف المتمثلة بتعزيز المساواة بين الجنسين والدعوة إلى العدالة والنزاهة.