تتعرض لوحة “العشاء الأخير” للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي لنقد حاد في بريطانيا، حتى أن بعض النقاد الأمريكيين وصفوا النقد البريطاني بأنه أقرب “لعمل من أعمال الحرب على فنان يصعب أن يتكرر في تاريخ الانسانية”.
وقال الناقد فرانسيز ساندرز – في صحيفة الجارديان البريطانية – أن اللوحة تبدو كمبدعها عصية على الفهم، وكأن اللوحة والفنان معا بحاجة لفك الشفرة وحل الطلاسم.
واعتبارا من التاسع من شهر نوفمبر 2011، وحتى الخامس من شهر فبراير 2012، تشهد العاصمة البريطانية لندن معرضا لبعض أعمال الفنان الأشهر لعصر النهضة الأوروبية تحت عنوان: “ليوناردو دافنشي.. رسام في بلاط ميلانو”.
وفي سياق الاستعداد لهذا المعرض، تقول الجارديان إن مؤرخ الفن الشهير برنارد برينسون وصاحب الدراسة المستفيضة “دراسة ونقد الفن الايطالي” كشف عن أنه في صباه لم يشعر بارتياح حيال لوحة “العشاء الأخير”. فالوجوه في هذه اللوحة – على حد قوله – غريبة مخيفة، وتعبيراتها مصطنعة، وهي على الإجمال تبث الذعر في نفسه!
ولم يكتف برينسون بذلك، وإنما اعتبر أن الوجوه في هذه اللوحة تجعل العالم أقل بهجة وأقل شعورا بالأمان، الأمر الذي دفع ناقدا أمريكيا للقول إن مثل النقد بمثابة محاولة صريحة لتقويض المكانة الفنية السامية لليوناردو دافنشي في التاريخ وعبر الأجيال، ولا تختلف في جوهرها كثيرا عما كانت تفعله الزوارق الحربية الألمانية السريعة في الحرب العالمية الثانية، وهي تغرق السفن البريطانية في المحيط الأطلسي.