استضافت نقابة خبراء المحاسبة المجازين في لبنان وفدا من الاتحاد الفرنكوفوني للمحاسبين برئاسة رئيس الاتحاد نقيب خبراء فرنسا المرشح لعضوية الاتحاد الدولي ميشال دو وولف في ندوة حول موضوع “الجودة ومراجعة النظير”، عقدت في مقر النقابة – المتحف.
بداية تحدثت النقيبة جينا الشماس لافتة الى ان “مثل هذه اللقاءات مع الاتحادات الدولية والفرنكوفونية تصب في اطار التواصل والتطوير المهني ولقاء اليوم يعكس مدى الاهتمام بنوعية العمل وقدرة النقابة على المضي في مراجعة النظير الذي يرى البعض عقبة او استحالة امام التنفيذ”.
واضافت: “لقد حققنا نجاحات على اكثر من مستوى واليوم لن نعجز مع الدولة ان نطبق مراجعة النظير في وقت سبقنا الى ذلك بعض الدول المجاورة.
ما نسعى اليه سوف يكون بمثابة هدية لأولادنا وللعاملين في هذه المهنة وهدية لبلدنا الذي علينا رفع اسمه من حيث الجودة والرقي واخلاقية المهنة”.
وتطرقت الشماس الى زيارتها ووفد الاتحاد الى وزير المال محمد الصفدي، موضحة ان “البحث تم في اعادة تشكيل المجلس الاعلى للمحاسبة وتفعيل دوره مقارنة مع دور الهيئات الرقابية المماثلة في الدول المتقدمة ليتولى مراقبة عمل القطاع ككل مهنة ومهنيين لما لجودة العمل من تأثير مباشر على اعمال وزارة المال في فرض رقابتها على الشركات والمؤسسات” مضيفة ان “الوزير الصفدي كان واضحا في تأكيده ان اي خلل في الجودة معناه وجود صعوبة في الرقابة المالية ويسيء الى تحلي النقابة ولبنان بالثقة العالمية”.
وتوقفت عند الانجازات التي تحققت من خلال الاتفاقات والبروتوكولات الموقعة مع الاتحاد الدولي IFAC والمنظمة العربية للمحاسبين، كاشفة عن توفير برامج تدريبية على مدى 5 سنوات وباللغة العربية. واكدت التصميم على تقديم خطة عمل النقابة للسنة المقبلة الى الاتحاد الدولي للحؤول دون تعليق العضوية الامر المعيب بالنسبة لنا خصوصا ان لبنان من المؤسسين والمساهمين في وضع المعايير التطبيقية والمهنية على المستويين الاوروبي والعربي.
لوغرونيل
ثم تولت الامينة العامة للاتحاد السيدة ميشال كارتيه لوغرونيل شرح المستجدات المهنية خلال الاشهر الخمسة الماضية، مؤكدة ان FIDEE يضم 35 دولة و45 منظمة محاسبية وان الاتحاد يسعى الى تسهيل التواصل المهني في ما بينها وتشاطرها الخبرات وتخطي الصعوبات واختصار الوقت.
وقالت: “من بين اهدافنا ايضا مواءمة المعايير وتعزيز الخبرات المحاسبية ووضعها في تصرف ابناء المهنة وتحديدا الفرنكوفونيين منهم”.
وختاما، اشارت لوغرونيل الى انه في “20 تشرين الاول الماضي تم في باريس الاحتفال بالعيد الثلاثين للاتحاد ونظمنا في المناسبة كولوكيوم هدف الى وضع محصلة عمل للسنوات الماضية واستخلاص العبر منها للمستقبل من أجل وضع المعاير الفعالة وتلافي اوجه القصور ووضع الشروط لوضع المعايير الملائمة للسوق”.
دو وولف
وتحدث رئيس الاتحاد ميشال دو وولف مركزا على الأولويات الاستراتيجية والأمور التي تهم لبنان ومنها الترجمة المهنية، التعاون، التدريب والتنوع الثقافي، وقال ان “الاتحاد يسعى اولا الى توفير المواد والنصوص اللازمة باللغة الفرنسية ووضع ترجمة واحدة لما هو بالانكليزية من أجل تسهيل العمل. ويهمنا ان تشارك النقابات المعنية وأنتم في مقدمها في صياغة هذه النصوص أو المعايير وبالطبع سوف نعرضها عليكم عند انجازها.
بالنسبة الى التدريب هناك الأساسي والمستمر. الأول جوهري لجهة التشريعات والقوانين والتحصيل والثاني وهو الأهم يرتبط بالقواعد الدولية ويفترض أن يخضع له الخبير على مدى 40 ساعة سنويا على الأقل، علما أن هناك جزءا منه محلي يمكن إدخال العناصر الوطنية فيه”.
وأشار الى أن “الاتحاد يركز اليوم على التدريب عن بعد خصوصا بعد توفر الوسائل الممكنة كما هو على استعداد لفصل وارسال مدربين الى حيث يطلب منه كما هو أيضا على استعداد لتدريب فريق معين محلي ليقوم عنه بالمهمة. أما التنوع الثقافي فان الجانب الكبير منه سياسي ويقوم حول التعاون والتشاور وان المشاركة لم تعد للدفاع عن اللغة الفرنسية بل هي لاحترام التنوع الثقافي. ولبنان يعيش هذه الأجواء من خلال تنوعه الطائفي والثقافي والتربوي واللبناني يتكلم ثلاث لغات على الأقل. وهذا ما يسهل أمامه الكثير ويفتح له الآفاق”.
اوفرييه
أخيرا تكلم عضو الاتحاد ممثل النقابة الفرنسية زافييه اوفرييه فقال: “ان مهنة الخبير تتعرض منذ سنوات للنقد لذلك ضروري التركيز على مراقبة النوعية المرتكزة الى معايير التدقيق وجودة التقارير. ذلك ان ضمان الجودة يتطلب الأسس اللازمة”.
ولفت الى ان “مراقبة النوعية عملية تدريجية متوسطة المدى. وبحسب الخبرة الفرنسية من الضروري مراقبة شركات التدقيق ومراجعة تدابيرها وعملها واذا كانت تحترم المعايير الدولية والأخلاقيات والواجبات المهنية”.
وكانت النقابة قد أقامت عشاء تكريميا للبنانيين المكرمين من قبل الاتحاد الفرنكوفوني وهم الرئيس الأول لFLDEF النقيب السابق وائل أبو شقرا، عضو مجلس الاتحاد المرحوم فيكتور بربارة، النقيب السابق جورج أبو منصور الذي تولى رئاسة الاتحاد ايضا وحبيب حاتم عضو منظم في مجلس الادارة. وشارك في حفل التكريم الى الوفد الفرنكوفوني النقيبة الشماس وعدد من اعضاء مجلس النقابة وذوي المكرمين ورجال مال وأعمال.
