سرقت مني غيمتي..
في لحظة الصحو..
ومشيت على غفلة
من حارس التل الأخضر..
في لحظة تثائب النرجس..
وتكاثر ذباب الورد..
وعزف الطير الطنان لسمفونية الربيع.
ملئت جيبك بعناقيد السكر..
والتقطت كل أزهار الياسمين
التي افترشت الكرسي الخشبي
الذي جلسنا عليه سويا..
عندما فاجأتني بهدية عيد ميلادي..
علبة مخملية..
علقت بدبوسها
عصفور ملونا..
يشدو لي بقصيدة نزارية.
سرقت مني كل مقتنياتي التاريخية..
سرقت مني كل مقتنياتي الكلاسيكية..
حتى الراديو المكسور..
وأغاني مونت كارلو الرومانسية
وشرائط الكاسيت المنفرطة..
سرقت تاجي الليلكي..
وخاتمي البحري..
وشالي الكشميري..
سرقت النوتة الموسيقية بحنجرتي..
سرقت دبوس شعري..
الذي عكفته بأسنانك الثلجية..
لتغرس فيه وردة حمراء..
وشوشت شعري الغجري.
سرقت قبعة قش..
نسيتها على جذع تالة صبية بجزر الأناناس..
بعدما ابتلعتنا أمواج البحر الفيروزية..
لتستر صدورنا العارية..
وتهذيب تنانير القش النافرة..
أيها اللص المحترف ..
ما زلت تخطط مع مافيا الذكريات..
لتسرق حقائب السفر..
التي وضعناها سويا..
في المقعد الخلفي
لبانوراما رحلة الوداع الأخير..
لكن مهما هربت..
فسجنك سيظل في ظلك..
في صوتك..
في هواء رئتيك..
وقيود الحديد بقدميك..
ولن تنام ليلة واحدة دون أثقال..
شعر من كتاب حدائق لوركا