” الحب في آلاسكا “

130 views
9 mins read
 على بياض الآسكا
شيّدتُ لكَ منزلاً من جليد
أشعلتُ موقد مشاعري
لتكون ملاذكَ الأخير
وفرشتُ فراء معطفي الفاخر
لترقد عليه وأبقى أنا بلا فراء
هناك لإبريق الشاي طعم آخر
ولتشابك الأيادي معنى آخر
ولاقتراب الأنفاس معنى آخر
في الآسكا يطول ليل العاشقين
ويطول نهار المتزلجين
هناك على سفوح النقاء
في عراء البياض
لامجال للاختباء
وأكون الشجرة الوحيدة التي تلتف حولها
لا لقاءات مقاهٍ
لا مواعيد مطاعم
الحب هناك له نكهة خاصة مع السلمون المقدد
كلذة الكافيار على شواطئ البحار الدافئة
هناك أكون نجمة الشمال
ملكة الجمال
الوحيدة بين بياض التلال
وأصدقاؤنا
أرانب برية
وكلاب أليفة
تلتف حولنا
تشعر بدفء حبنا
تلهو معنا
تجري بنا على زلاجاتها
حيث اللا أفق
واللا حدود
وتطوف بنا حول تمثال
رجل عاشق
يقف متجمدا في قبعته الحمراء
هناك بقلب الآسكا النقي
فاجأتني بقلب أبيض كقلبك
قطعتَه من الجليد
واصطدتَ سمكة فضية
لتصنع لي حساء
ساخنا بمذاق خاص
هناك في صحراء البياض
تداعب أصابع الشمس الفضية
ستائر الجليد
فيبرق كريستال الصفاء
وتعزف بلورات الوفاء
ركضنا معاً على سفوح البياض
نخبئ دفء مشاعرنا بقفازات أيدينا
نشاكس أسراب البطارق
وهي تؤدي طقوس الخطوبة
ومن خلفنا صغار الدببة
وأسراب الفقمة
تتبادل قبلا ساخنة
اختزنت حرارتها ببيَات الشتاء
والأيائل تثغو بأسمائنا
وأنت تناديني : أين أنت يا وفاء ؟
أين أنت يا وفاء ؟؟
فنتعثر تارة بأودية الجليد
مع أسراب الغزال
وتسبقني تارة
لتقطف لي أول زهرة بنفسجية
ابتسمت لنا من تحت الماء
هناك بصقيع الآسكا
دفء الحب هو ما يبقينا أحياء .
الكتاب: الحب في الآسكا
الكاتب: د. وفاء خنكار
الناشر: دار الفارابي – بيروت
Previous Story

SHERRI HILL في بيروت

Next Story

رجل وامرأة العام 2011

Latest from Blog