أقيم في فندق كراون بلازا، في اطار نشاطات مشروع بناء السلام التابع لبرنامج الامم المتحدة الانمائي والذي أطلق في أوائل العام 2007، مؤتمر حول “تعزيز دور المختارين في ارساء السلم الاهلي”، برعاية وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود، ومشاركة خمسين مختارا من المناطق اللبنانية كافة تم اختيارهم بالتنسيق مع وزارة الداخلية والبلديات، في حضور ممثل الوزير بارود خليل حجل، نائب مدير برنامج الامم المتحدة الانمائي في لبنان شومي شارب، رئيس دائرة المختارين في وزارة الداخلية الدكتور مدحت زعيتر، رئيس مجلس الصندوق التعاوني للمختارين بشارة غلام، مديرة مشروع بناء السلام في برنامج الامم المتحدة الانمائي لانا قبطان غندور، رؤساء الروابط ومخاتير لبنان.
ويندرج هذا النشاط ضمن استراتيجية انمائية لاستحداث تآلف اجتماعي في ما بين الجماعات المختلفة، من خلال اصلاح العلاقات المتضررة وتقوية المؤسسات وتمكين الاطراف المعنية من الاضطلاع بدور أكثر فاعلية في عملية بناء السلام.
استهل المؤتمر بالنشيد الوطني، ثم كلمة رئيس دائرة المختارين في وزارة الداخلية مدحت زعيتر بين فيها العمل الذي سيقام خلال الفترة المعدة للبرنامج وشكر الامم المتحدة التي خصت المخاتير بهذا “البرنامج العملي للنهوض به الى الامام من حيث التطوير والتوجيه بشكل مستمر وتحديد الحاجيات والاولويات الوطنية في ظل التغيرات الانمائية والامنية السريعة في غالب الاحيان”.
ورأى أن الهدف الاساسي هو “بناء السلام على المستوى المحلي لتحقيق أغراض إنمائية على المدى البعيد وبذل الجهود الحثيثة لدفع اللبنانيين على التكيف مع التحديات الانمائية المستمرة من خلال البرامج التي تم الاعداد لها وحملت العناوين التالية: الحكم الصالح – الطاقة والبيئة – منع الازمات والنهوض – التنمية الاجتماعية والمحلية”.
وأشار زعيتر الى بعض نشاطات البرنامج الذي اطلقته الامم المتحدة عام 2007 ومنها توعية 600 جهة فاعلة في المجتمع المدني من الشباب، المعلمين، وسائل الاعلام، المنظمات غير الحكومية، الزعماء المدنيين والحكومة المحلية ( أعضاء المجالس البلدية والمخاتير ) وشاركوا في النقاشات وارساء مفاهيم بناء السلام وتعزيز ثقافة التسامح والتفهم”، مؤكدا على الانضمام الى هذه الورشة “البناءة في اطر التقدم والبناء مع هيئة الامم المتحدة لبناء مدماكا في التكوين الاجتماعي اللبناني من حيث ارساء السلم الاهلي”.
وختم كلمته متمنيا أن “يفتح هذا النشاط الطريق على نشاطات اخرى تكون جزء من التنمية المحلية مثل: دعم المزارعين – دعم الصيادين – دعم التعاونيات – دعم البلديات – دعم اللامركزية الادارية”.
من جهته، أمل نائب مدير برنامج الامم المتحدة الانمائي في لبنان شومبي شارب أن يشكل هذا المؤتمر بداية تعاون مثمر بين برنامج الامم المتحدة الانمائي والمختارين في لبنان. وقال: “لطالما عرف المختار بشيخ الصلح ولعب دور الوسيط على المستوى المحلي ونشر مهارات حل النزاعات على مر الاجيال. واليوم مازال يعتبر المختار الرجل الحكيم (او الامرأة الحكيمة) في المجتمع. وبالاضافة الى دوره الاداري في تأمين الخدمات للمواطنين، فان المختار على تواصل يومي مع أفراد مجتمعه ومتنبه الى حاجاته والتحديات التي يواجهها وتطلعاته، لذلك فان الدور الطبيعي للمختار هو الوساطة بين أفراد المجتمع وبين المجتمع والسلطات”.
ولفت الى أن باستطاعة المختار أن “يلعب دورا استراتيجيا مع فاعليات المجتمع المحلي، وأن مشروع بناء السلام عمل على مدى الاربع سنوات الماضية على بناء قدرات شبكة من فاعليات المجتمع المدني وأعضاء مجالس بلدية في حل النزاعات وتشجيع التواصل والتعاون ما بين الجماعات. ونظم المشروع جلسات حوارية في كافة المناطق اللبنانية حيث التقى لبنانيون من كافة الطوائف والانتماءات السياسية لمناقشة مسائل تتعلق بالمصالحة والهوية والتحديات التي تواجه السلم الاهلي”.
وعبر شارب عن تقديره لل35 عضو مجالس بلدية، الذين “تدربوا مع مشروع بناء السلام على حل النزاعات العام2009 وعلى مهارات الوساطة الشهر الماضي، حيث أكدوا مرارا وتكرارا على ضرورة اشراك المختارين في الحوار مع الجماعات الاخرى من أجل نشر السلم الاهلي وتطوير أساليب لحل النزاعات على المستوى المحلي، خاصة في المناطق الاكثر عرضة للعنف والنزاع”.
وأعرب عن أمله في دعم هذا الدور من خلال جمع 50 مختار من كافة المناطق اللبنانية في مؤتمر مقيم لمدة 3 أيام يسلط الضوء على اخر الاصلاحات وعلى تطور دور المختار في حل النزاعات وبناء مفهوم مشترك لمفاهيم وطرق بناء السلام.
بدوره ألقى ممثل الوزير بارود خليل حجل كلمة وزير الداخلية والبلديات، فتحدث عن واجبات المختار وكيفية تعاطيه مع المجتمع المحلي والدولة. ورأى أن “التغييرات الاجتماعية والعوامل السياسية أفرزت عوامل كثيرة تأثر بها المجتمع على المستوى العام. والتأثير الذي حصل على المختار قلص دوره، وما بقي من مسؤولية يتمتع بها المختار على الصعيد المحلي هي الواجبات التي يجب أن يمارسها”.
ورأى أنه “مع كل التغيرات التي حصلت في المجتمع العام تبقى للمختار صلاحيات لو عرف أن يستعملها فسيعزز من قدراته في النهوض بالمجتمع وبناء سلام على المستوى المحلي، كما يحقق اطرا انمائية تعود بالعمل الصالح لأبناء قريته أو حيه أو مجتمعه”.
يذكر ان المشروع كان نظم دورات تدريبية عديدة لاعضاء مجالس بلدية حول مفاهيم بناء السلام وحل النزاعات، بالاضافة الى حصول عشر بلديات على هبات لتنفيذ مشاريع تتعلق ببناء السلام.