يوصي خبراء التغذية باعتماد طبق الفول كطعام أساسي على مائدة السحور؛ لقدرته على إطالة فترة الشعور بالشبع خلال ساعات الصوم حتى الظهيرة مقارنة بالأغذية الأخرى، حيث تتسبب عملية هضم قشور حبوب الفول الغليظة في الشعور بالامتلاء، وتأخير الشعور بالجوع؛ لأن المعدة تحتاج إلى معالجة تلك القشور السميكة بعصاراتها لمدة طويلة، ولهذا يعبر العامة من المصريين عن ذلك بقولهم إن الفول مسمار البطن.
ومن جهة أخرى فإن طبق الفول غني بالبروتين ويحتوي على عنصر الحديد والأملاح المعدنية اللازمة للجسم. وهو مصدر مهم من مصادر الماغنيسيوم والبوتاسيوم والفولاسين (Folacine). كما تحتوي بذور الفول على نسب من الكربوهيدرات ما يكسبها قواما لزجا عند هرسها بعد سلقها.
ولكن إلى جانب الفوائد الصحية التي يقدمها طبق الفول للصائم هناك مجموعة من الاحتياطات على الصائم مراعاتها حتى يحقق الاستفادة القصوى من تناول الفول وتجنب الأضرار المحتملة التي قد تنتج عن تناوله:
1 – عسر الهضم :
قد يسبب الفول عسر الهضم، لأنه يكون صعب الهضم أحيانا بسبب ارتفاع نسبة الألياف في قشرته السميكة جدا. ولهذا تحتاج المعدة إلى معالجته بعصاراتها مدة طويلة.
إذا كنت تعاني عسر الهضم فبإمكانك تناوله مقشورا، ويمكنك نقعه أولا في الماء حتى يسهل فصل القشور، ثم بعد ذلك تدميسه ومزجه بالحمص والزيت.
2 – تكون الغازات:
تحتوي حبوب الفول كغيره من البقول على مركبات تسمى عديدات السكر (polysaccharides) التي لا تتحلل ولا تمتص داخل أمعاء الإنسان، فتخمر بواسطة البكتيريا الموجودة بشكل طبيعي داخل القولون؛ ما يؤدي إلى تكون الغازات وتجمعها داخل القولون؛ ما يؤدي إلى الشعور بالانتفاخ.
ولمنع تكون الغازات يوصي الخبراء بنقع بذور الفول الجافة في الماء قبل طبخها في مكان بارد حتى لا تفسد الحبوب؛ مع تغيير الماء عدة مرات للتخلص من أكبر كمية من المركبات عديدة السكر المسئولة عن إنتاج الغازات داخل الأمعاء؛ حيث يفيد ذلك في خفض محتوى البذور من المركبات عديدة السكر نتيجة لذوبانها في الماء.
كذلك ينصح بالإكثار من الكمون عند إعداد الفول، ويمكن تناول كوب من القرفة بعده لامتصاص الغازات الناتجة عنه.
3- أخطار عملية التحضير :
يعد طهي بذور الفول الجافة على نار هادئة لفترة طويلة من الزمن أشهر طرق طهي الفول في البلدان العربية وهي عملية تسمى ” تدميس الفول”.ولكن هناك ممارسات غير صحية تحدث أثناء تحضير أطباق الفول المدمس ووسائل خاطئة لطبخ الفول تذهب بقيمته الغذائية وتجعل من أطباق الفول الشهية فخاخا حقيقية للأمراض والمتاعب ؛ من تلك الممارسات:
1 – إضافة مركب بيكربونات الصوديوم (H2NaCo2 ) للمساعدة في سرعة الطهي.
وهذه المادة تجعل الوسط قلويا ما يؤدي إلى فقد محتوى بذور الفول من فيتامين ب 2 ( الثيامين) المتوفر بنسبة جيدة في البذور.
2 – إضافة مركب هيدروكبريتيت الصوديوم ( H2SO2 ) أثناء طهيه؛ لتبييض لون الفول وإكساب حبوب الفول السمراء لونا فاتحا. وهذه الممارسة الخاطئة تتم في المطاعم لغرض ترويج البيع؛ ولكن جميع دول العالم تحظر استعمال هذا المركب الكيميائي لإضراره بصحة الإنسان.
4- ممنوعون من الفول
أ. مرضى القصور الكلوي المزمن:
لا يعد الفول طعاما مناسبا لمرضى القصور أو الفشل الكلوي، حيث ينصح مرضى القصور الكلوي المزمن والذين يخضعون لعملية الغسيل الكلوي بالتقليل من استهلاك البروتينات والالتزام بنظام غذائي منخفض البروتين يعتمد على البروتينات الحيوانية بدلا من البروتينات النباتية؛ نظرا لاحتواء البروتينات ذات المصدر الحيواني على الأحماض الأمينية الضرورية لجسم الإنسان بنسب أفضل من البروتينات ذات المصدر النباتي كالفول.
ب. المصابون بمرض أنيميا الفول (Favism):
تعرف أنيميا الفول بمرض نقص خميرة (إنزيم) ديهيدروجينيز الجلوكوز 6 فوسفاتي(GLOCUSE 6 PHOSPHATE DEHYDROGENASE ) ويعرف اختصارا ( G6PD). ونقص هذا الإنزيم يجعل كريات الدم الحمراء معرضه للتحلل والتكسر؛ ما يؤدي إلى انخفاض هيموجلوبين الدم (فقر دم أو أنيميا) مع انتشار للمادة الصفراء التي تعجز الكبد عن تصفيتها بشكل سريع.
يمنع المصابون بهذا المرض منعا باتا من تناول الفول والأطباق المحضرة منه كالفلافل والبصارة والفول النابت، حيث يؤدي تناول الفول لدى هؤلاء المرضى إلى تحلل كريات الدم الحمراء؛ بسبب وجود مركب الـVicine الذي تحتوي 5% من حبة الفول عليه.
ج. المصابون بحساسية الهيمأجلوتانيين :
يعاني بعض الأشخاص حساسية من بذور الفول بأنواعها لاحتوائها على مركبات haemagglutinins التي تسبب تلفا في كريات الدم الحمراء؛ وتهيجا في جدار الأمعاء وتلفا فيه. يمنع المصابون بهذا المرض منعا باتا من تناول الفول والأطباق المحضرة منه