يعيد بعض الزملاء الحديث حول موضوع تسجيل أغنية سحر عيونو للفنانة نانسي عجرم
بصوت مغنية أفريقية، ويتصور البعض أن اللحن مسروق من المغنية الأفريقية … وحول هذا سبق أن نشر الزميل جمال فياض هذا المقال عام 2009 في مجلة زهرة الخليج
=======================================
بقلم د . جمال فيّاض
———————
سرقوا سمير صفير في أثيوبيا … وهنا الدليل ……
—————————————————-
هي عقدة نقص نعيشها في العالم العربي من كثرة الهزائم النفسيه والمعنويه التي طالتنا على مدى عدة قرون ماضيه . فنحن دائما موضع الأتهام . والمضحك المبكي أننا نجلد أنفسنا فورا ونتلقـّى التهمة لنثبتها على أنفسنا بلا تحقيق أو تردّد . هذه المرّه جاءت في الملحن الفنان سمير صفير . فسمير الذي أعطى نانسي عام 2003 لحنا حقـّق لها نقلة مميزه في الغناء الذي اعتمدته منذ بداياتها ، متّهم الآن أنه ” لطش ” اللحن من مغنية أثيوبيه أسمها بونغو فلافا سينا هالي .الأغنيه هي ” سحر عيونو ” التي كتبها الشاعر نزار فرنسيس ووزعها طارق مدكور . ويجري حاليا تداول الأغنيه عبر موقع ال ” يوتيوب ” ، ويرسلها”حبايب سمير” – وما أكثرهم – للصحفيين ،مع عبارة أن الأغنيه الأثيوبيه مسجلة منذ عام 1998 معتقدين أننا بسطاء لنصدّق هذا التاريخ بلا تحقيق . أما الدليل على أن سمير مسروق لا سارق يظهر بعلامات عدّه … منها ، أن المؤديه التي أدت الأغنيه عجزت في بعض الأماكن عن الهروب من النشاز ، لأن القفلات شرقيه جدا ، وهي ليست معتادة على هذا الغناء فجاءت القفلات بنشاز واضح . وفي مكان آخر هناك سبب نضطر لكشفه مرغمين وهو أن الموزع طارق مدكور هو من وضع اللوازم الموسيقيه للـّحن وليس سمير وهذا أمرٌ عادي جدا في أغلب الأغاني ، أي أن اللحن الغنائي لسمير والموسيقى بين الفواصل هي للموزع طارق … فهل يمكن أن يكونا أتفقا كل واحد على حدة على سرقة الأغنيه كاملة ؟ أيضا الشاعر نزار فرنسيس هو من كتب الكلمات ، فهل وضع له سمير بحر الشعر الذي يريده أن يكتب عليه ليطابق اللحن الكلمات ؟ أيضا الأغنيه التي وضعها سمير صفير لنانسي هي من ألبوم ” أخاصمك آه ” عام 2003أي منذ ست سنوات … فهل أستغرق كل هذا الوقت ليكتشف ” المحبّون ” هذا اللحن في أثيوبيا أو حتى باكستان ؟ والعالم كما نعرف أصبح قرية صغيره ونحن نشاهد تلفزيونات العالم كلها في وقت واحد ؟ أيضا يمكن إضافة أن سمير صفير هو أكثر من يهاجم الملحنين الذين يسرقون ألحانا تركيه ويونانيه ، فهل كان ليصعّد هذه الهجمات الدائمه لو أنه منهم ؟
وإليكم هذه القصة التي حصلت منذ أعوام طويله وتستحق أن تُروى الآن . فقد كنت رفيق الفنان راغب علامه في مطلع شهرته – وما زلت طبعا – ، وذات يوم كان يستمع الى كلام أغنية من الشاعر اللبناني الراحل توفيق بركات ويقول مطلعها : ” يا ريت فيّي خبّيها ، وما خللّـّي حدا يحاكيها ، بسقيها دموع عينيّي وبطعمها قلبي بأيديّي … وباخد من عمري وبعطيها .. ” . قلت يومها للشاعر الكبير – رحمه الله – أقترح أن نقول ” بقدّملا قلبي بإيديّي ، بدلا من بطعمها… ” . فأنتفض فورا وقال : “أنا كتبت أغانٍ لحّنها محمد عبد الوهاب ولم يغيّر فيها شيئا ، وأنت تريد تغيير كلماتي ؟ … أقنعناه بالتغيير وحصل . ولحّن راغب الأغنية أمامي … وحققت نجاحا رائعا … بعد سنوات أخذها أحد المغنين اليونانيين وسجـّلها بلغته ، فجاء من يقول أن راغب لطش اللحن من اليونان…. وكأن في اليونان لا يُعجب الفنانون بألحان غيرهم … ونحن فقط نستعير ونسرق … هذه الحكاية قد تُعيد لسمير صفير بعض حقـّه المسلوب بالتعاون التقني مع بعض الزملاء اللبنانيين … خصوصا أن جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى مُطالبة أكثر من أي وقت مضى بالقيام بمهمتها بالبحث عن السارق لتبيان الحق … أم تراها جمعية تأخذ حقوقها ، ولا تأبه لحقوق أعضائها ؟