حل النزاعات ورأى أن “نتعلم من التاريخ وليس في التاريخ “
إستضافت الجامعة الأميريكية للثقافة والتعليم AUCE في حرمها الرئيسي في بدارو عضو المجلس الدستوري الأستاذ الجامعي والباحث اللبناني في علم الإجتماع والحقوقي والإعلامي الدكتور أنطوان مسرة محاضراً في حل النزاعات، في حضور الهيئة الأكاديمية للجامعة والطلاب.
بعد النشيد الوطني تحدثت عميدة كلية الفنون الجميلة في الجامعة الدكتورة منال النابلسي فقالت:
قلماً نجد في عالم المعرفة في لبنان باحثاً منتجاً، ومفكراً متعمقاً في دراسة الحياة السياسية والإجتماعية والثقافية، مثل الدكتور أنطوان مسرة، ويندر أن نجد كاتباً متغلغلاً في أسرار الإجتماع اللبناني، يفكك رموزه ويسعى إلى إصلاحه من دون كلل ولا ملل، مثلما يفعل الدكتور أنطوان مسرة.
إنه المربي والأستاذ الجامعي والباحث والقانوني والمفكر الدارس الذي لا يقطب له جبين، فهو على الرغم إنشغاله الدائم بالبحث وإستخلاص العبر والمؤشرات نجده دائم الإبتسام، مرتاحاً مع نفسه. واضحاً في مراده، مستنداً في آرائه إلى ثقافة محيطة بكل شيء، متواضع تواضع العظماء ومعطاء كالنهر الهادر.
هو الذي يحاضر في جامعة القديس يوسف والجامعة اللبنانية ويترأس الجمعية اللبنانية للعلوم السياسية ويحمل اكثر من دكتوراه من فرنسا في العلوم الإنسانية ،والحقوق من جامعة القديس يوسف ، وفي العلوم الإجتماعية من كندا ، والسبحة طويلة جدا من الشهادات والجمعيات والمؤسسات والمنظمات الدولية والمركز التربوي للبحوث والإنماء …. هذا الرجل الذي يتعلم بإستمرار ويعطي من دون توقف، يشرفنا أن نستمع إليه بكل شغف متحدثا عن حل النزاعات .
إنني بإسم رئيس مجلس أمناء الجامعة الأميركية للثقافة والتعليم AUCE الدكتور أمجد النابلسي وبإسم رئيس الجامعة الدكتور بيار جدعون والهيئة الإدارية والطلاب، أرحب بالدكتور أنطوان مسرة في جامعتنا التي ترفل مزهوة بحضوره، وتعتبره أيقونة ومثالاً للأجيال، وقدوة تحتذى في البحث والتعلم والعطاء الفكري مدى الحياة.
مسرة :
وتحدث المحاضر الدكتور مسرة عن تسلسل النزاعات في تاريخ لبنان لافتاً إلى أننا نحفظ ما نسمعه من أهالينا ونعمد إلى تكراره بنمطية واحدة أكثر مما نأخذه من كتب التاريخ التي تعتمدها المدارس، ولفت إلى أن التاريخ سرد للذاكرة ولكن الذاكرة هي من ثلاثة أنواع، فهناك الذاكرة التكرارية والذاكرة الحاقدة وذاكرة التوبة القومية . وكل نوع من هذه الأنواع له إنعكاساته على مسار الحياة وسلوك الناس. ورأى أن التاريخ يعيد نفسه فقط لدى الشعوب المتخلفة التي تتعلم دائما في التاريخ وليس من التاريخ .
ولفت إلى مرحلة العام 2002 حين كان مقرراً للجنة كتاب التربية الوطنية والتنشئة المدنية الموحد، ولجنة كتاب التاريخ الموحد ، ولاحظ أن أحداث التاريخ التي يتناقلها الناس من الأجداد إلى الآباء والأبناء وطريقة تفسيرها ألقت بظلها على أحداث التاريخ وكانت أقوى من التاريخ الذي يكتبه المؤرخون. ورأى أن الشعب المتماسك أقوى من الحروب مهما بلغت قوتها.
وأكد أنه لا يوجد موضوع في لبنان أكثر أهمية بالنسبة إلى الجيل الجديد إلا موضوع بناء الذاكرة الجماعية ، لكي لا تتكرر الحروب الداخلية مثل التي جرت بين العامين 1975 و 1990 ،وعلينا أن نعتمد جميعا إستنادا إلى الخبرة والمعاناة المشتركة قول النظار في المدارس حين يقولون للأطفال : ” الصغار لا يلعبون مع الكبار ” .
وقال :إن لبنان كبير في دوره ورسالته ولكنه صغير في لعبة الأمم ، لذلك يجب علينا أن نتعلم من التاريخ وليس في التاريخ .