شهدت قمة الاتحاد الاوروبي في يومها الثاني يوم أمس في 2 مارس/اذار مراسم التوقيع على معاهدة بروكسل لضبط الموازنة، في خطوة تهدف الى الحيلولة دون تكرار أزمة الديون التي طالت عددا من دول منطقة اليورو، بينما أعلنت كل من بريطانيا والتشيك رفضها الانضمام الى الوثيقة.
وتهدف المعاهدة الجديدة التي أعدت بمبادرة من المانيا وفرنسا الى إرساء قاعدة ثابتة ومتينة للسوق المالية في منطقة اليورو والاتحاد الاوروبي بأسره، وتقتضي بفرض قيود صارمة على السياسات المالية للدول الأعضاء في المنطقة، مما يتيح – بحسب واضعي المشروع – تفادي تكرار أزمة الديون التي يعكف الاتحاد على تذليلها.
وتفرض المعاهدة على كافة الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي عدم الاخلال بـ”القاعدة الذهبية” للانضباط المياني التي تقضي بعدم تجاوز عجز الميزانية “البنيوي” حدود نسبة 0.5 % من الداخل المحلي الاجمالي. وفي حال تجاوز عجز الميزانية في أي دولة نسبة 3 %، يجب على تلك الدولة بموجب الوثيقة بدء تطبيق برنامج تعديل بصورة أوتوماتيكية.
وينبغي على الدول الـ25 التي قبلت المعاهدة المصادقة عليها في غضون أشهر قليلة مقبلة، على أن يبدأ سريان مفعولها بعد تبنيها بصورة نهائية من قبل 12 دولة، مما يتطلب زهاء عام.
وأعلنت ايرلندا وحدها طرح المعاهدة للاستفتاء العام، بينما يتوقع أن تجري المصادقة على الوثيقة في الدول الاخرى عبر التصويت في البرلمانات.
والى جانب الملف الاقتصادي، ينوي القادة الاوروبيون في اليوم الثاني للقمة التطرق الى الأوضاع في كل من سورية وبيلاروس، علما ان الاتحاد الاوروبي قد تعهد بفرض المزيد من العقوبات على دمشق قريبا، اما بيلاروس فأعلن الانحاد قبل عدة أيام عن توسيع “القائمة السوداء” لمسؤولين في أجهزة الامن والهيئات القضائية البيلاروسيين الذين فرضت العقوبات عليهم جراء اتهامات بانتهاك حقوق الانسان.
هذا وضمن القرارات الأخرى الصادرو عن القمة في يومها الأول تعيين هرمان فان رومبوي رئيسا للاتحاد للفترة الثانية. كما وافق الزعماء الأوروبيون على ترشيح صربيا للانضمام إلى الاتحاد.
هذا وقال الخبير في شؤون الاتحاد الأوروبي سيرغي أوتكين في تعليقه على قرار كل من بريطانيا والتشيك عدم الانضمام الى المعاهدة، قال ان هذا القرار يعود بالدرجة الاولى الى أسباب سياسية داخلية. وأضاف الخبير الروسي ان هناك تشكيكا محددا في فعالية الاتحاد الاوروبي، وهاتان الدولتان ليستا سعيدتين بشكل كبير للعمليات الجارية في أوروبا والتدابير التي تتخذها القيادة الأوروبية، فلذلك تريدان أن تبقيا مستقلتين نوعا ما.