تدور أحداث فيلم “إنسان شريف” حول جريمة الشرف، تجري أحداثه في كل من لبنان والأردن، هو قصة رجل انتهك قانون الشرف الذي يحكم مجتمعه، مما اجبره على الهروب من بلده، يصارع مجتمعه القبليّ التقليدي، حيث سُمعة المجموعة تطغى على الأفكار الفردية.
إبراهيم “مجدي مشموشي” الذي يعيش في عُزلة اجتماعية في مكتبٍ لبيع السيارات. يلتقي بالصدفة بليلى “كارولين حاتم” التي تزورُ بيروت مع زوجها الأجنبي وابنتها الصبية، يلمحها إبراهيم ويتذكر ماضيه، وهو مَنْ ارتكب لأجلها جريمة قتلٍ منذ 20 عاماً في الأردن، ومن ثمَّ لعبَ دور الميِّتِ وهربَ مُتخفياً إلى لبنان، بطريقة دراماتيكية تاركاً وراءه زوجته وابنه اللذان اعتقادا أنه أصبح في عِداد الموتى.
في لقائه بليلى يعرف إبراهيم أنَّ زوجته أسمى “برناديت حديب” قد أصيبت بمرض السرطان، عندها يقرر مواجهة ماضيه وأهله ليرى زوجته ويبدأ رحلة العودة إلى الأردن.
يلتقي إبراهيم بزوجته أسمى للحظات، ويحاول نقلها إلى مستشفى أفضل بتقديم المال لابنه فريد “شادي حداد” دون أن يُعلِنَ عن هويّته، وبعد وفاتها كان لفريد تعبير انفعالي وحركات تقترب من الهستيريا، تجسِّد ندَمَهُ لشرائه سيارة جديدة بدلاً من نقل أمه إلى مستشفى آخر.
وكما واجه إبراهيم ماضيه قررتْ ليلى هي الأخرى أن تواجه ماضيها، فجاءتْ إلى الأردن لزيارة قبر شقيقتها برفقة ابنتها سارة “رنا خليل”. حيث تلتقي سارة بفريد كقريب لها، ويتحدثان رغم إنكليزية الأخير المتواضعة. تسخر سارة من العادات والتقاليد وتعجز عن فهم معنى كلمة “عار“… لكن مع المزيد من الشرح تستوعب معنى الكلمة فتسأله:
هل شرفُ الرَّجل موجود بين فخذي المرأة !؟
وفي إشارةٍ إلى حالاتٍ شائكة في جرائم الشرف كان إبراهيم قد اكتشفَ أن شقيق ليلى الذي مِنَ المُفترض به قتلها ‘غسلاً للعار’، هو الفاعل فقتله. ففي لقائهما في الأردن قال إبراهيم لليلى ‘أغلبية جرائم الشرف وراءها خبايا عائلية..’. تسكتُ ليلى لأنها تعرف ماذا فعل شقيقها رياض.
قد يعتبر المُتابع للفيلم بقاء إبراهيم وليلى على قيد الحياة محضَ خيال … لكن ربما هي محاولات لإبقاء الأمل، وقد يسأل المتابع لهذا الفيلم عن علاقة مُخرج وكاتب لبناني وممثلين لبنانيين بمعالجة ملف جرائم الشرف في الأردن !؟ وهو سؤال مشروع قد تكون إجابته بأن مُنتِجاً أردنياً كان مقرراً إنتاجه للفيلم وانسحب … إجابةً غير مُقنعة، خاصةً وأنَّ المُخرج استبدلَ طاقم كامل من الممثلين الأردنيين بممثلين لبنانيين تحدثوا بلهجة أردنية غير مُتقَنة.
قام بأداء الأدوار مجموعة ممثلين لبنانيين ضمَّ: مجدي مشموشي، كارولين حاتم، شادي حداد، رنا خليل، برناديت حديب، ليلى حكيم، محمد حيدر، حسام صباح، سليمة طعمه، عيدا صبرا، كلودين صفير، بالإضافة إلى الفنان الفلسطيني محمود سعيد، وأغاني الفيلم بصوت رنا خليل ومحمد حيدر.
فيلم “إنسان شريف” هو ثاني الأفلام الطويلة للمُخرج والكاتب “جان كلود قدسي” بعد فيلم “آن الأوان” عام 1994، وهو إنتاج مشترك: لبناني – فرنسي – قطري، بدأ تصويره منذ ما يقارب السنتين، وشاركَ في مهرجان السينما بالدوحة، ويبدأ عرضهُ في 8 آذار/مارس / 2012 في صالات السينما في لبنان.
روك اوسمان