من جرأتها صنعت هوية خاصة بها أطلت علينا بها من الباب العالي عبر قنوات تلفزيونية عدة، ترى في الاعلام قضية ودور ومهنة، فتحرك الرأي العام لينتج مجتمعاً ناضجا، من ثقافتها رسمت مستقبلها كما ارادت، تحديات كبيرة واجتها، بارادة ومثابرة، تبحث عن لبنان اللاطائفي، ترفض الهجرة وتتمسك بوطنيتها لأن فراق الوطن عندها ضياع لراحة القلب وسكينة النفس، هذه هي “بولا يعقوبيان” الإعلامية التي حدثت “رادار نيوز” عن خبرتها وهواجسها.
ريا الحسن اعطت صورة جيدة للمرأة
كيف تقدم بولا نفسها امام قراء رادار نيوز؟
انا فتاة لبنانية ، من أب ارمني، وام لبنانية وها انا نتيجة هذا الإختلاط، كافحت وسعيت وثابرت للحصول على ما انا عليه الآن، رغم اني تعرضت لحروب كثيرة، وما زلت اتعرض. ليس لديها علاقة بقدراتي وكفاءتي بل هي قصة أشخاص يحبون التحريض ومحاربة افكاري وما لدي، لكوني امرأة انافسهم، ارى انني امرأة صامدة في مهنة صعبة وعالي تزداد فيه المنافسة اكثر واكثر، ارى نفسي الآن وبعد ثلاثين عاما فخورة بكل ما قمت به وأن يفتخر ابني بكل ادائي وبكل مسيرتي.
بدأت بهذا المجال في سن 17 عاماً على قناة (الأي سي أن)، لماذا اخترت ان تكوني اعلامية وما هو الرابط النفسي لهذا الاختيار؟
بدأت في المهنة صدفة دون ان اختارها هذا لا يعني انني لم احلم بها يوما، انها شغفي البداية كانت زيارة صدفة للقناة والحظ اعطاني اول فرصة ومن هنا قررت ان اساعد هذ الفرصة واسعفها من خلال ثقافتي وقراءتي، عندما دخلت القناة كنت ما زلت طالبة في المدرسة ولم اكن على دراية بالصحافة الاخبارية دخلت بمغامرة وتعلمت من كل شخص التقيته من خلال حشريتي ومعرفة كل جديد، كنت في قسم الاخبار وسريعا سلموني برنامج وقسم الاخبار العالمية والدولية يومها لم اكن اعرف اهمية الموقع الذي تسلمته، حينها كان لدينا نقص بالموارد البشرية، اذكر انني قدمت نشرة وقت اغتيال رابين حضرتها بمفردي وللاسف لا املك الارشيف، لا انسى هذه التحديات المهمة، ولا انسى قناة ال بي سي التي اعطتني الثقة الكبيرة بعدها عندما اسست قسم الاخبار الفضائية ومن ثم انتقلت الى برنامج نهاركم سعيد وثم انتقلت الى محطة ايه ار تي وال أم تي في، قناة الحرة وانا الأن في قناة المستقبل الاخبارية.
ما الصفات التي يجب ان يتمتع بها الإعلامي الناجح وما سبب نجاحك؟
التصميم والارادة هما الموقف الحاسم في حياتي، احاول ان اقوم بعملي بشكل كامل حتى لو على حساب تعبي، انا مغامرة في قراراتي، اقرأ واتابع الإعلام العربي والغربي.
ما هي التحديات التي واجهتك؟
موت والدي عندما كنت في التاسعة من عمري كان امرا صعبا، امي امرأة قوية ومكافحة وذكية لكن فقدان الوالد ليس سهلاً، عشت تحديات كثيرة في طفولتي لا استطيع تحديدها، ابي كان اكبر سنا من والدتي بكثير وهناك فرق بيني وبين اختي في السن ايضا، كلهم كانوا يكبروني في العمر ولم يكن لدي صديق، كبرت قبل عمري بكثير.
ما هي الصورة التي يجب ان يخرج بها الاعلامي الى المشاهد؟
في الواقع على الاعلامي ان يكون مستمع جيد وسريع البديهة، وعليه ايضاً ان يقبل عندما يستضيف احدا ما ان يكون هو السائل لا ان يدخل رأيه في كل الامور او يتصرف كأنه هو الضيف عليه ان يمحي حبه لذاته ويتجرد من نفسه، المعايير تختلف من اعلامي لآخر.
المعروف عنك انك عفوية، ما اهمية هذاالأمر؟
احاول ان اكون عفوية و جاهزة لاي موقف يواجهني، مهما حضرت وجهزت وقرأت، يبقى الاستطراد هو الأجمل والأفضل.
هل تحلمين ان تكوني وزيرة اعلام؟
احلم أن لا يكون لدينا وزارة اعلام، عيب في بلد كلبنان ان يكون فيه وزارة رقابة او توجيه، المستوى الإعلامي اهم من البيئة السياسية في البلد، نحن يجب ان نكون رقباء على انفسنا، وزارة الاعلام وجودها لا قيمة له ولا ضرورة ان يخرج وزير الاعلام للجمهور ويخبرهم ماذا يحصل في مجلس الوزراء، هذه المسألة لا تحتاج الى وزير اعلام بل الى ناطق رسمي.
ماذا يحل محلها برأيك؟
النقابة ضرورية واهل الاعلام ينظمون شؤونهم وهنا بيت القصيد ان يكون لدينا نقابة مسؤولة منظمة ومنتظمة في كل امورها.
كيف للمرأة ان تأخذ دورها في مجتمعنا؟
على المرأة في لبنان ان تثبت دورها اكثر، عليها ان تظهر كفاءتها امام الرجل الذي توجد امامه فرص اهم واكبر من المرأة ما زال التمييز موجودا حتى اليوم وعليها القيام بمجهود مضاعف وعلى المرأة ان تدعم المرأة، مسألة الدور السياسي موضع نقاش فعلاً فهي تصل الى موقعها بسبب قريبها السياسي او زوجها السياسي ولم نصل الى عمل حقيقي لتكون صاحبة مصير بارادتها هناك نساء كثيرات يملكن الذكاء الكافي ليكن في موقعهن المناسب، ريا الحسن وزيرة المال الحالية اعطت صورة جيدة للمرأة وقامت بعمل جيد حضورها كان جيدا ايضا وتصرفها موزون رغم الحرب الدعائية بين الافرقاء اللبنانيين وابلت بلاءً حسنا جدا.
ما رأيك في السياسة في بلدنا؟
انا لست حزبية ارى الاخطاء والمشاكل عند الاطراف المتعاكسة والمختلفة، واشعر بالحزن على الإنتماء السياسي فعلا، هناك زعامات تستحق ان تظهر دون مذهبية، ويجب ان يكون هناك حزبا لبنانيا واحداً يجمع الافرقاء لا يوجد حزب لبناني بلا مذاهب، اذا الحياة الحزبية لم تنتظم، والحياة السياسية ستبقى ضحلة، الوضع السياسي في اسوأ درب.
انت من جيل الحرب، ماذا تركت فيك تلك الحقبة ؟
نحن خضنا حربا ولم نتعلم ما زلنا نقف عند خطوط التماس، اوقات يتغير هذا الخط لكن ما زلنا عنده، كلما قوت طائفة تضرب باقي الطوائف، اما علينا ببناء وطن ونحبه او نذهب الى مزرعة لا نظام فيها. لبنان الان مزرعة الجميع، علينا ان نضحي ونقوم بجهد ونبني دولة، لا نريد ان نعيش الحرب كل 15 سنة. على الناس ان تقبل ان تسود الكفاءة، علينا ان نلغي المناصب المذهبية، الشباب اللبناني عليها ان يشكل رافعة لالغاء النظام الطائفي. اكثر شبابنا يسيرون خلف الزعيم، وهناك من يموت من اجل هذا الزعيم.
ما هي قناعاتك؟
اقول للشباب لا تقدسوا الزعماء بل قدسوا الوطن، احبوا لبنان.
اين ترين لبنان مختلفا عن العالم العربي؟
كون لبنان قائم على التعددية المذهبية والطائفة هو مختلفا، تركيبة وطننا مختلفة، اللبناني هرب من الاضطهاد وحفر في جبل الصخر ليكون الوطن، قرب بلدنا من اسرائيل وكونه محاط بالدكتاتوريات يعيش صراعات كثيرة.
ما رايك في وجود سلاح حزب الله؟
انا ضد السلاح بالمطلق، انا مع السلم، انا ضد استخدام العنف وهذا لا يحل الأزمة، اليوم انظر ان الجبهة مع اسرائيل هادئة هناك صراع سياسي، حزب الله يملك سلاحه واسرائيل تملك سلاحها، اخاف من العقيدة اكثر من السلاح، اخاف من التبشريين الجدد، العقيدة اخطر بكثير.
وماذا عن الوجود الفلسطيني؟
اكبر ظلم في العالم تحويل الفلسطسيني الى لاجىء، الفلسطيني ابن قضية حقة ادعمه واناصر قضيته.
من السياسي الافضل عندك؟
الذين اغتيلوا هم خامات مهمة، لم يختاروهم عبثاً، ارى أملاً في سعد الحريري لسبب واحد انه اتى من خلفية ظلم، اشعر انه اتى الى السياسة من جرح، مقتل والده، اما بأشخاص الماضي فكلهم انتجوا الحرب والويلات والعراقيل والازمات.
هل الاعلامي اليوم مرآة للحقيقة؟
لدينا قنوات كثيرة تضيء على الجانب الذي تريده، فكل قناة تعكس ما تريد، كل قناة لديها اجندتها المسبقة وهنا التغطية تصبح غير موضوعية والخبر مسيسا لا يوجد عمل اعلامي منتظم.
الاعلام مهنة او رسالة؟
الاعلام اليوم ليس رسالة بل تجارة اذا اهل الدين اصبحوا تجارا فكيف بالاعلام، على الاعلام ان يكون صوت الناس وضميرهم وعيونهم ومحركهم الحالة اليوم تابع للمزارع ويا ويل الاعلام الخارج من مزرعته يصبح منبوذا، انا اعلامية اعيش الثورة واقول قناعاتي على راس السطح ومقتنعة بها.
هل قناة المستقبل هي بيتك الآن؟
لا هي مكان وظيفتي فقط وبيتي هو بيتي، لم اذهب الى اي وسيلة اعلامية ووجدتها بيتي حتى الآن.
بماذا تحلمين؟
اود لو اشن حملة على التطرف والغوغائية وعلى رجال الذين الذين يتعاطون في السياسة، اريد بلد يحمي ابني الشيعي الذي يحمل اسم “بول” هذا حلمي شيعي اسمه بول يكون متجردا بدل ان يطلع منفصم الشخصية فاهماً لتعددية بلده وهويته، اخاف ان اضطر الى مرحلة معينة وادعوه الى الهجرة التي جربتها ولم احبها، قدمي لي العالم كله اقول لا اريد سوى لبنان بلدي الصغير الذي اعشقه.
متى انكسرت في الحياة ومتى انتصرت؟
لا استطيع التكلم بالمطلق، هناك قرارات اتخذها احيانا تكون خاطئة لا اشعر بها الا عندما احصل على النتائج كل يوم اشعر بالانتصار والانكسار.
ما الذي يجعلك حزينة؟
اكثر ما اخاف منه مستقبل ابني خاصة وان زوجي موفق يجد في اميركا مستقبلا افضل لولدي وهذا صراع سوف تحسمه النتائج.
من هم اصدقائك المفضلين؟
لدي الكثير من الاصدقاء صعب ان اسميهم، عائلتي صغيرة لكن عائلة الاصدقاء كبيرة.
متى تعيشين الفوضى؟
اعيشها كل يوم لانني غير منتظمة في اشيائي وحاجاتي الخاصة كل ، مكتبي خزانتي افكاري كل ما اعيشه فوضى، كل الامور مختلطة ببعضها احيانا تزعجني واحيانا اشعر اني تأقلمت معها.
ما هي افضل هدية تلقيتها من زوجك موفق؟
اكيد ابني بول والله لا يحرم اي امرأة من الامومة.
ماذا يعني لك المال؟
المال ضمانة لمسائل كثيرة في الحياة لكني غير مهووسة به، الحمدالله لدي سهولة في الانتاج، هو وسيلة فقط.
مما تخافين؟
من الوحدة اخاف من الزمن لا نستطيع ان نوقف ذاك القطار، اخاف من الكوارث والحزن والالم، لدي مخاوف كثيرة.
متى شعرت ان جرأتك سببت لك ازعاجا؟
لا استطيع تحدي امر ما، جرأتي تسبب لي ازعاجا، لان لساني يسبق عقلي احيانا
الصراحة لديّ لا الغير.
ما البرنامج الحالي التي تتمنين تقديمه؟
برنامج كلام الناس لا احب ان اقدمه بل ان اكون ضيفته، لأن مارسيل مقدم رائع.
من هي الأحب بين زميلاتك؟
احب سحر الخطيب وشذا عمر.
لقد رأينا في بولا يعقوبيان، شامخة النبرة، عذبة الرنة، راقية المضمون، وسيمة الأسلوب… تصدر عن شخصية هادئة، مطبوعة بالجدية أحياناً، والواضحة دائماً…
فلا مبالغات، لا كثير ولا قليل، بل الحق لكل موقف حق، حروف مثل حباب الماء، في سباق دائم نحو العلاء…