قيل قديماً “العدل أساس الملك ” عباره تعلق خلف القاضي وهو مترأس جلسات المحاكمة ليشعر المتخاصمين بهيبة العدالة ودقة ميزانه ،عباره معناها جميل وتطبيقها ليس بكبير.
ونحن نفهم القضاء على أساس أنه العدل بين الناس في المعاملات والمراجعات والنزاعات وأعطاء كل ذي حق حقه , وان لا تقارب النزاعات والأحكام الا من باب الضمير وحسن تطبيق النصوص القانونية ، وأن لا يميز شخص عن غيره أو فئه عن أخرى إلا بحقها وليس بقرابتها أو معرفتها أو مصاهرتها أو صداقتها مع أحد النافذين المتسلطين على حقوق العباد ورزقهم ، أو بتملقها لأحد المستنفذين أو المتسيسن أو المستعدلين ، بل أن مانفهمه من العدل أن لا يشعر صاحب الحق أنه مستهدف بحقه ممن يفترض فيه أن يكون أساس ملكه بعد الله عز وجل .
ـ ولكن هل تعلم السلطة صاحبة الولاية في لبنان أن هناك سلطة رديفة لها تحكم على الناس وتحاكمهم دون أقواس ودون أن يكتب خلف صاحب الولاية “العدل أساس الملك”،بل يقول المستولي على حق العباد ” الملك اساس العدل” ونقصد بالملك هنا المستقوي الذي لم يجد من يستقوي عليه ومن يردعه؟
ـ وهل تعلمون أن هناك ضابطة مرادفة لضابطتكم تلاحق وتوقف وتذل و تخطف من لا حول له ولا قوة ، بحجة احقاق الحق وهو باطل ، وتهدر حقوق من هو صاحب الحق،وهذه الضابطة المرادفة هي عينها التي تقوم بتحريف المحاضر المقدمة الى سلطتكم صاحبة الولاية والتي تحكمون الناس على أساسها ؟
ـ وهل تعلمون أن هناك من يؤثر على بعضكم في تشكيلاتكم التي تخشون، وهم وطاويط الليل الذين تخشونهم أنتم دون أن تعلمون ، وتظلمون دون أن تنتبهون ؟
ـ وهل تعلمون أن هذه السلطة الرديفة اصبحت مزاحمة لكم ولهيبتكم ويلجأ اليها من يشاء من المستنفذين ليصدر مذكرة اعتقال بمن يشاء دون أن يرف لبعضكم جف عين؟ أو لا تعلمون!!
ـ وهل تعلمون أن من ينفذ احكامكم هم الفقراء والمساكين فقط ؟
وهل تعلمون أن المواطن الشريف هو من يمتثل لأوامركم والمواطن المستقوي لا تهمه عدالة ميزانكم؟
ولكن ما يجب أن تعلموه هو أن تتجنبوا دعوة المظلوم لأنها تحمل على الغمام ويقول لها الخالق رب العدل“وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين”.
المحامي ماجد دمشقية
