ان الهدف من الحرية هو رفض العبودية ومختلف أنواع واشكال السيطرة والهيمنة، ففي سبيلها تكافح كل الكائنات لتحقيقها، وفي سبيلها أيضاً ناضل الانسان الأول من أجل قوته ورزقه، كافح بعقله وعلمه وإدراكه، وفي سبيلها قامت الانقلابات وثارت الشعوب الضعيفة، وهي أعز ما تصبو إليه النفس البشرية، وبدونها لا قيمة للحياة وللإنسان.
ان مستقبل أي دولة يقوم على الحوار والتفاعل والتواصل بين أفراد الشعب ورأس الهرم، وهذا معناه ضرورة السعي وايجاد حوار بناء بين الشركاء في الوطن وعلى مختلف مستويات الشعب في اختلاف ميولهم ومذاهبهم والوانهم.
ما أعظم نعمة الحرية حين تكون اداة من ادوات الديمقراطية والتغيير الذي يصنع التقدم ويعيد انتاج الحياة السياسية، وتحريكها وتصحيح مسارها ومسيرتها، ويصون الأمة من الاستسلام إلى الاحباط والركود.
اليس غريباً اننا الامة الوحيدة التي اذا اجتمعت لا تكون الا على الاستخفاف من قيمة بعضها البعض، نتعامل بالشك والنوايا السيئة، نتخاطب بالأخوة ونحن أبعد عن هذه العلاقة السامية.
الحرية كما أعرفها هي تقرير مصير لتعزيز سلام دائم تستظل به الأجيال القادمة بعيداً عن الأنانية والأحادية في القرار.
الكل له مطالب… والكل مُطالب… لذلك نحن في حاجة الى ثقافة اجتماعية تعيد النظر بالمسلمات والانماط السياسية السائدة، وفي حاجة الى وضع خطط انمائية شاملة.
فلننتصر على الذات، ولنتعلم العمل الجماعي، ولننخرط جميعاً في بناء الوطن، لأن التعاون من أقوى الدعامات التي يقوم عليها المجتمع العادل، ولتكن ثوراتنا اجتماعية عادلة، للحفاظ على عدم هجرة الأدمغة والمفكرين.
الحرية هي ثمرة لتقدم ونضج التاريخ البشري وحصيلة لتجارب وخبرات مجتمعية وقيم حضارية للأمم الفاعلة فيه. فلا تتحقق الا من خلال تطبيق الأنظمة والقوانين، ويتوقف الفساد بالمساءلة والحساب.
نتمنى على الدولة ان تكون ناشطة وفاعلة وقادرة على اخراجنا من المصائب والمصاعب الاقتصادية، والخلافات السياسية التي نعيش فيها الفوضى، لقلب المعايير، فتصبح المصلحة العامة فوق المصلحة الخاصة، وان تسعى لتحقيق ما نرجوه من حياة كريمة…