رأى رئيس الجمهورية العماد “ميشال سليمان” أن الربيع العربي لم يطح بالاستقرار في لبنان، معتبراً أنه من الطبيعي أن يتأثر لبنان بما يحصل خاصة في سوريا، مشيراً الى أن الجهد الذي يبذل في لبنان أكبر جواب على رسالة الملك السعودي.
سليمان وفي حديث لبرنامج “كلام الناس” عبر “LBC”، كشف أنه سيدعو الى الحوار لمعالجة الاستراتيجية الدفاعية ومعالجة مسألة السلاح من ثلاثة جوانب “سلاح المقاومة للاستفادة منه ايجابيا، وتنفيذ قرارات الحوار السابقة لجهة نزع سلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتنظيمه في داخلها ونزع السلاح المنتشر في المدن والبلدات”.
وأضاف:” سأرسل رسائل خطية في اليومين المقبلين لتلبية الدعوة الى الحوار في الاسبوع الثاني من حزيران ومن له اعتراض فليقدمه في الجلسة الاولى”.
وتابع:” من يعترض على الحكومة سيجد في الحوار البديل ولكن يجب عدم ربط بين موضوع الحكومة والحوار ولمست من مختلف الاطراف قبولا ونتمنى على 14 آذار تلبية الدعوة دون شروط، ” ملاحظا ان الحكومة لا تطيَّر لان هناك اصولا دستورية.
وعن سياسة النأي بالنفس في الملف السوري، أكد سليمان ان لبنان لن يغيّر من موقفه بالنأي بالنفس في ما خصّ الأزمة السورية، ولكن بالمبدأ لبنان مع موقف الجامعة السياسي، مشددا على ان لبنان ليس مرتعا للقاعدة ولا مكانا للأموال المهربة.
وفي موضوع النازحين السوريين قال سليمان:”نحن نتعامل مع النازحين السوريين كما تعاملوا معنا في حرب تموز وسنرعاهم ضمن شرعة حقوق الانسان ونهتم بهم”.
وشدد سليمان على ان ارتباط لبنان بالاشقاء العرب خاصة ابناء الخليج متين جدا، كاشفا انه سيقوم بجولة على بعض الدول.
ورأى سليمان ان الحرب لن تنتقل الى لبنان والارتدادات لا افق سياسيا لها، معتبرا ان أي حادثة تعالج بسرعة، مطمئناً اللبنانيين الى ان المستقبل آمن وواعد ولكن على الجميع ان يحصّنوا الامن وعدم الانجرار وراء التجاذبات السياسية.
وعن قضية المخطوفين اللبنانيين في سوريا، قال سليمان:”المعطيات تشير الى ان المخطوفين اللبنانيين بصحة جيدة وسيصار الى تحريرهم ومن يستفيد في سوريا من خطفهم ؟ لا أحد ولن نفصح عن تفاصيل الاتصالات”.
واكد سليمان ان هيبة الاجهزة الامنية لا تنفصل عن مصلحة اللبنانيين والمسؤولين، معتبرا ان هيبة الجيش باقية مهما حصل لان المواطن يريد هذه الاجهزة والمؤسسات، مشيرا الى ان الجيش يقوم بواجبه بضبط التهريب والحدود ولبنان لن يكون منصة لايذاء سوريا او اي منطقة عربية”.
وعن رسالة المندوب السوري الى الامم المتحدة “بشار الجعفري”، لفت سليمان الى ان المعلومات المتوفرة لديه لا تشير الى ما قاله الجعفري والمواضيع التي أثارها غير صحيحة، معتبرا انه اذا كان قائد الجيش السوري الحر رياض الاسعد موجودا في لبنان لكان تم القاء القبض عليه.
وأضاف:” لا طرف لبنانيا في صفقة السلاح التي قبض عليها ومعظمهم كان من السوريين والمحاكمة تتابع، وانا لا اردّ على اشخاص انما اظهّر الموقف الحقيقي للبنان”.
وعما اذا كان هناك وجود لعناصر القاعدة في لبنان قال:” ألقينا القبض على خلايا لها علاقة بالقاعدة منهم مجموعة الـ13 وفكر القاعدة موجود لكن خلية للقاعدة في مكان معين وكتنظيم وارتباطات غير موجودة لان لا بيئة حاضنة للقاعدة في لبنان حتى داخل المخيمات”.
وأكد سليمان ان لا تقارير لديه باغتيالات جديدة، معتبرا ان الأمن لا يكون بالتراضي انما بالسلم الاهلي المحكوم باتفاق المواطنين على ادارة نظامهم وجميع اللبنانيين لا يريدون الا الجيش، لافتاً الى أن الوضع ليس بحاجة الى اعلان حالة الطوارئ.
وتمنى سليمان على الرئيس سعد الحريري ان يعود الى لبنان لان له دورا فاعلا في الشارع اللبناني، مشيرا الى ان الحريري تواصل معه شخصيا ومع قيادة الجيش ومع الرئيس بري ولعب دورا جيدا في الحوادث الأخيرة.
وردا على سؤال عن هجوم البعض على الجيش اللبناني، قال: “الحملة على الجيش ظالمة ولا تليق بمن أطلقها وإنما كانت ردة فعل على مقتل الشيخ عبد الواحد ومرافقه والتحقيق جارٍ”.
ورأى سليمان انه على المسؤولين والمرجعيات التعاون بوجه العواصف التي تحيط بلبنان، معتبرا ان هذا الوقت مناسب للحوار، مشددا على انه يبتعد عن التجاذبات السياسية ولا يتشاور مع احد بأي قرار يتخذه.
وأضاف:” افتخر ان أحدا لم يظلم خلال ترؤسي للجمهورية خاصة العماد عون الذي معه عشرة وزراء وأنا ظلمت في السابق لانني كنت الى جانبه وأؤكد ان عون لم يظلم وهناك اصول للعمل التزم بها 100% ولا ايحاءات سوريّة بالحملة عليّ”.
واشار سليمان الى ان احدا لم يحدثه بموضوع الاحد عشر مليارا، مؤكدا انه مع محاسبة المرتكبين، لافتا الى ان لا علاقة له بموضوع 11 مليارا وهو لا يساير قوى 14 آذار.
وأضاف:” فلننكب على الموازنة ولنعلن حال طوارئ وزارية ونيابية للخروج بالموازنة وموضوع زيادة الضرائب يجب ان يُدرس بدقة”.
ورأى سليمان ان التمديد لرئاسة الجمهورية غير دستوري، لافتا الى انه عندما تم انتخابه لم يكن هناك من يحمي الدستور وانتخابه اعتبِر ارادة وطنية جامعة، مشيرا الى ان من يعتقد ان انتخابه غير دستوري فليتقدم باقتراح لتقصير هذه الولاية، مؤكدا انه عندما يرى ان رئاسته لم تعد مجدية للبلد سيتقدم باقتراح الى مجلس الوزراء لتقصير الولاية.
وعن ملف التعيينات، قال سليمان: “حل التعيينات يكون بآلية التعيينات لان هناك خليطا ما بين الحجم السياسي والتعيينات التي هي حق لكل مواطن لا للسياسي ويجب ان نلتزم بالآلية من دون ايجاد سبل لتخطيها واذا كان هناك طرف لا يريد الآلية فليجاهر بالامر”.
وأضاف:” شجعت وزير العدل شكيب قرطباوي ان يقدم اسم القاضي طنوس مشلب لرئاسة مجلس القضاء الأعلى على مجلس الوزراء ولا مشكل اذا خسرت في التصويت”.
وعن قانون الانتخاب، اكد سليمان انه سيتابع درس قانون الانتخاب وسيناقش النسبية، مشيرا الى ان مشروع وزير الداخلية قد يعدَّل ، لافتا الى ان علاقته برئيس “جبهة النضال الوطني” النائب “وليد بجنبلاط” ابعد من قانون الانتخاب وهي علاقة ثابتة ومتينة.
وأضاف:” لقد تحدثت مع النائب جنبلاط بشأن النسبية وانا سائر ومقتنع بهذا القانون الذي يشبه الدستور اللبناني والتعددية، لا مناص من اعتماد قانون يشرك الجميع ولم اتحدث مع السوريين بهذا الاقتراح وهم “مش فاضيين” وانا لن اتخلى عن النسبية وعن اجراء الانتخابات في موعدها الطبيعي وسأقاتل لاقرار النسبية”.
وعن موضوع اقتراع المغتربين، قال سليمان: “اقتراع المغتربين يجب ان يحقق ولا صعوبة في هذا الشأن ولا يجب ان نصدّر لهم خلافاتنا”.
ولفت سليمان الى انه لا يحق له ان يمنع احدا من الترشح للانتخابات النيابية ولكن لن يدعم احدا من انسبائه، مشددا على ان لا مقاربة انتخابية بينه وبين البطريرك الماروني مار “بشارة بطرس الراعي” بل العلاقة اكبر من ذلك.
واكد سليمان ان الجيش اللبناني بعيد عن الانقسام ومرّ بظروف اصعب، معتبرا ان طرد الجيش مكلف على من يطلب الامر، مشيرا الى ان التحرير لم يكن ليتم لولا الوحدة الوطنية الجامعة، مشددا على ان هذا الوقت ليس لتسليم السلاح بل لوضع إستراتيجية دفاعية لأنّ ان إسرائيل لا تزال تحتل بعض الاراضي.
وعن الوضع السوري قال سليمان:”اتمنى أن تذهب سوريا الى الهدوء والامن وان تنجح مبادرة كوفي انان والامل كبير بارساء حالة سلم في سوريا والمتابعة بالمعالجة السياسية وبقاء الأسد بيد السوريين وانا اتواصل معه”.
وفي الختام، أكد الرئيس سليمان أن البابا بنديكتوس السادس عشر سيأتي الى لبنان ووطننا بألف خير.