أمسية شعريّة غنائيّة أحيتها الشاعرة سحر حيدر والتينور غبريال عبد النّور بمشاركة الإعلاميّ طوني صاصي.

99 views
12 mins read

“هي، منذ الأزل، حواءُ، تتسامرُ ووجوده. وهو، إلى الأبد، آدم، ينتشي بانسانيتها.
خِنجرٌ هو…  غِمدٌ هي… تنتظر دائماً عودته. كعازفين ماهرين، التقيا، إلتحما في حوارٍ متجانس،
فخرجت الألحان موشّحةً بالفرح. حوار الحضارات… رجلٌ وامرأة، أيّهما يعطي، من منهما يأخذ أكثر،
الأمر سيّان.”
هكذا إستهلّ الإعلاميّ طوني صاصي الأمسيّة الشعريّة الغنائية التي دعت إليها الجامعة الأنطونيّة والمعهد الأنطوني برعاية معالي وزير الثقافة الأستاذ غابي ليّون ممثلاً بمدير عام الوزارة الأستاذ حنا العميل، في المعهد الأنطوني الحدت- بعبدا، فكان عرسُ الكلمة واللحن، عرسُ الحرف والنغمة، عرس الشعر والموسيقى، في بوتقةٌ واحدة، عبقت برياحين سحر حيدر وريحها، وأضاءت بضياء قمر غبريال عبد النور وألحانه. كألف ليلة وليلة، أضيئت الشموع، تناغمت الأصوات وشدا غبريال عبد النور من نصوص جبران خليل جبران وشعر سحر حيدرأعذب ما غنّى. هي نقلة نوعيّة للشاعرة والإعلاميّة سحر حيدر مع لغة الضاد، خطوة جديدة أرادتها عبر “مسرحة الشعر” -على حدّ قولها- للتواصل مع فكر الإنسان والعودة بنا إلى الأصالة. إنتقت القصائد من ديوانيها “عبق الرّياحين” و “خزانة الرّيح” ، حبكتها بأسلوب مسرحيّ وكحّلها التينور غبريال عبد النّور بشجيّ صوته وألحانه لتعيد إلى لبنان “الحرف” مجده، وتحملنا من أرض البشر إلى دنيا الإنسان والحبّ غير المشروط. فسحة من الأمل زانها صوت الإعلاميّ طوني صاصي ولوّنها الشاب روميو مشربيّة عزفاً متتالياً على الناي والبيانو.
رسائلُ حبٍّ منسيّة، إعترافات ليليّة. حملت ريح الهوى النفوس الملبّدة بسوداوية الواقع إلى أعلى الفلوات. حلقّت القلوب مع الشدو والألحان، تراقصت الأفكار، زغردت النفوس وسمَت العقول لتسبِّح الخالق، وتقدّس مع الملائكة في ظلال الحبّ وصدق النّوى.
وكما قال الأديب جورج غريّب في مقدمة ديوان عبق الرّياحين: “إن لم يكن للعشقَ قد جئنا الدُّنى ،ما حُلُمٌ نلهو بهِ؟ ما العُمُرُ؟!…
وجود إنسان وعطاءٌ لا متناهي… هكذا كانت تلك الليلة، ما أحوجنا أن تتكرر في وطن أهمل هويّته الثقافيّة وشغله قوته اليوميّ عن القوت الأبديّ.

Previous Story

متجر يصنع شوكولاتة على شكل وجوه لاعبي منتخب إسبانيا

Next Story

تاريخ اليهود السياسي

Latest from Blog