مع التطور الكبير الذي نراه في عالم الهواتف المتحركة الذكية، ومع الأسماء الكثيرة والمتعددة التي نسمع عنها كل يومٍ، من الشركات المنتجة والمصنعة الكبيرة المعروفة والصغيرة غير المعروفة، قد يطرح البعض سؤالاً مهماً، وهو أين شركة إنتل الأميركية صاحبة أكثر المعالجات المركزية انتشاراً في العالم، من سوق الهواتف المتحركة الذكية؟ ولماذا لم نسمع إلى هذه اللحظة عن هواتف ذكية بمعالجات مركزية من إنتل؟ وهل اكتفت الشركة الرائدة في مجال تصنيع هذه المعالجات بتزويد الكمبيوترات الشخصية فقط؟ وأصبحت لا تكترث للهواتف الذكية؟ أم أنها غير قادرة على منافسة الشركات الأخرى المصنعة للمعالجات المركزية للهواتف الذكية؟
مما لا شك فيه أن أغلب إن لم يكن جميع قرائنا الأعزاء، قد سمعوا بمعالج إنتل المركزي، والذي قد تجده اليوم في كمبيوترك المكتبي أو المحمول بين يديك، ومن المؤكد أن أحدهم سألك ما الكمبيوتر الأفضل الذي أشتريه؟ «آي 5 أو أي 3 أو آي 7»، وهنا يقصد السائل «بآي 5» مثلاً، المعالج المركزي من نوع إنتل، حتى لو لم يكن يعرف ما هو المعالج المركزي وماهي الشركة المصنعة له. هذا السؤال من المؤكد أنك لم تسمعه في عالم الهواتف الذكية سابقاً وحتى هذه اللحظة، فلم نسمع عن هواتف ذكية من الكثيرة التي نراها في أيامنا هذه تعمل بمعالجات إنتل المركزية مختلفة الأشكال والأنواع.
إنتل تدخل عالم الهواتف
يبدو أن شركة إنتل الأميركية، ترغب ومن خلال هاتفها الأول والحصري لشركة «أورانج» للاتصالات، «أورانج سان دييجو/Orange San Diego»، والذي تم طرحه اليوم في السوق البريطاني، أن تجعل السؤال الذي اعتاد عليه الجميع في الكمبيوترات الشخصية والمحمولة، هو السؤال الجديد الذي سيطرح في عالم الهواتف المتحركة، فلا تستغرب وتتعجب إذا سألك أحدهم، ما الهاتف الذكي الذي أشتريه، «آي 1 أو آي 2 أو آي 10»؟
هاتف سان دييجو
يعتبر هاتف سان دييجو والمقدم من شركة أورانج للاتصالات، هو أول الهواتف الذكية التي تعتمد معالجاً مركزياً من إنتل، والتي تدخل السوق الأوروبي، وهو من الهواتف التي تأتي في الفئة المتوسطة على غرار هواتف «جالاكسي إيس 2، أو سوني إكسبيريا بي، أو إتش تي سي وان إس و إل جي لوسيد» والتي تمتاز بمواصفات وميزاتها الكثيرة، وأسعارها المناسبة في نفس الوقت. ويعمل الهاتف الجديد سان دييجو، بنظام التشغيل من جوجل أندرويد، النسخة 2.3، قابل للتحديث لآخر إصدار من نظام التشغيل أندرويد 4.0، وذلك على غرار أغلب هواتف جوجل متوسطة الفئة، يدعمه معالج مركزي من نوع «إنتل أتوم z2460»، والذي يأتي بنواة واحدة بسرعة 1.6 جيجاهيرتز. وهذا على عكس المعالجات المركزية التي تأتي بها الشركات العالمية الأخرى في هواتفها الذكية، والتي تتسابق في عدد الأنوية، والتي كان آخرها هاتف جالاكسي إس 3 الذي يمتاز بمعالج مركزي رباعي النواة. كما ويأتي الهاتف بذاكرة عشوائية من نوع «رام» بحجم يصل إلى 1 جيجابايت.
فيديو فائق الوضوح
كذلك يأتي الهاتف الجديد بشاشة قياس 4 إنش، تعمل باللمس بتقنية «كاب آكتيف»، والتي تأتي بوضوح يصل إلى (1024×600) بيكسل. كما أنه مزود بكاميرا خلفية بحجم 8 ميجابيكسيل قادر على تصوير فيديو فائق الوضوح بدقة (1080p)، هذا بالإضافة إلى أنه يأتي بذاكرة تخزين تصل إلى 16 جيجابايت، توفر لك 11 جيجابايت تقريباً بعد خصم حجم نظام التشغيل والبرامج الأساسية التي تأتي معه، ولا يوفر لك الهاتف في نفس الوقت إمكانية إضافة ذاكرة خارجية. ويحتوي على مخرج «HDMI»، يمكنك من توصيل الهاتف مباشرة على أي شاشة تلفاز تحتوى على هذا المدخل. كما ويدعم الهاتف الجديد تقنية جي بي إس، وبلوتوث 2.1، وشبكة واي فاي و 3G.
«سان دييجو» هو صورة طبق الأصل عن هاتف آي فون 4، فيما يتعلق بالشكل الخارجي، ويأتي بواجهة وخلفية ذات لون أسود، مع إطار وزوايا تأتي باللون الفضي.
الأداء العالم
قام موقع «PCADVISOR» البريطاني، من عمل اختبارات كاملة على هذا الهاتف، والتي كان بعض نتائجها سلبية، وخصوصاً في تعامله مع صفحات الإنترنت عبر شبكة 3G، والتي كانت تفتح حسب الموقع ببطء شديد، هذا بالإضافة إلا أن بطاريته لم تصمد كثيراً خلال تعاملهم مع الهاتف الجديد، حيث استنزفت البطارية من 100% إلى 79% بأقل من 45 دقيقة، من التعامل البسيط للهاتف، دون عمل اختبارات قوية، ودون فحص قوة وسرعة المعالج المركزي من إنتل الذي يأتي بهذا الهاتف. هذا بالإضافة إلى أن الهاتف لا يقدر على قراءة الذاكرة الخارجية، مثله مثل أغلب الهواتف التي تأتي من هذه الفئة.
بداية إنتل
قد يكون هذا الهاتف الجديد، والذي يدعمه معالج مركزي من نوع إنتل، هو البداية التي ستنطلق منها هذه الشركة العملاقة في صناعة المعالجات المركزية، لتأتينا في المستقبل القادم، بهواتف ذكية قوية ومميزة تعمل بمعالجات مركزية مميزة، ومصنعة من قبل شركات عالمية متخصصة في هذا المجال. تكون قادرة على المنافسة، والصمود في وجه الهواتف الأخرى الكثيرة التي تأتي بمعالجات مركزية متعددة الأشكال والأنواع والسرعات. حيث من المتوقع أن نرى خلال الأشهر القادمة هواتف من شركة سامسونج أو إل جي أو إتش تي سي أو موتورولا… تعمل بمعالجات مركزية من نوع إنتل، لا تحتوي على 4 أنوية فحسب، بل قد تحتوي على 6 أو 8 أو يزيد.
الحذر مطلوب
هذا الهاتف لم يطرح الآن سوى في بريطانيا، ولا نعلم ولا نعرف إن كان سيطرح خارجها ومتى سيكون ذلك؟ إلا أننا ومن المؤكد أننا سنرى هذا الهاتف في بعض مراكزنا ومتاجرنا المحلية قريباً. وسؤال اليوم الذي قد يطرحه العديد من القراء والمتابعين، هو هل أشتري هذا الهاتف؟ والجواب وبصراحة وبدون أي تردد هو لا؟ لانه ورغم ثمن هذا الهاتف المناسب الذي سيأتي به، قياساً إلى مواصفاته والميزات العديدة التي يدعمها، إلا أنه مازال النسخة الأولى من الهواتف التي تعمل بمعالجات مركزية من إنتل، الأمر الذي يدعونا للحذر والحيطة والتريث، لحين طرح الشركة هاتف آخر ونسخة أخرى من هذا المعالج المركزي، لتكون قد عدلت وأصلحت سلبيات ومشاكل النسخة الأولى من خلاله.