رحل عملاق الصحافة العربية وعميد الصحافة اللبنانية… رحل فارس الكلمة الصادقة الحرة…
رحل صاحب القرار الوطني والرأي الصريح… وبرحيله انطوت صفحة مجيدة من صفحات التاريخ اللبناني العربي، وفقدت الأمة العربية كبيراً وحكيماً من حكماء الصحافة والادارة والسياسة… خسرناك عملاقاً كبيراً.
كم يعز على الذين احبوك واحببتهم ان يتخيلوا انفسهم بدونك، كم يحزننا الا تكون بعد اليوم بيننا، فلا عجب ان اهتزت لك القلوب حزناً في لبنان… ولا عجب ان بكيناك بدماء القلوب قبل الدموع…
غسان تويني نم في عليائك… ولا تسأل عن سر الحياة في لحظة الوفاء… لأنها تبدأ رحلة البقاء حيث يخلد الكبار والعظماء بما تركوا، وبما حملوا من زاد الى الآخرة.. فالموت هو الحقيقة المطلقة في حياة البشر.
غيابك سيترك فراغاً موحشاً لا يملؤه سوى الحزن العميق عليك… لأنك كنت قمة في الصبر والصمود خلال الظروف القاسية والأزمات الحادة التي عصفت بك… نم في عليائك، وفي جوار ربك وناديا، ونائلة، ومكرم، وجبران…
نودعك بألم يعتصرنا، لقد رحلت واسلمت الروح تاركاً لنا صفحات من تاريخ لبنان، وباق في الوجدان والذاكرة والضمير…
قلمي بوجودك يخجل ومع رحيلك يعجز… كبيراً رحلت وستبقى كذلك…
عماد جانبيه
