رادار نيوز – أصدرت شركة “هوا عكار” لانتاج الكهرباء من طاقة الرياح في لبنان، بياناً استهجنت فيه ما آلت إليه أوضاع الكهرباء والطاقة المتجددة في لبنان، وذلك اثر انفجار الوضع “الكهربائي” والذي عبر عنه المستاؤون بتظاهرات، تزامنت مع انعقاد قمة الأرض في ريو دي جانيرو الأسبوع الماضي، وشارك فيها لبنان من دون أي انجازات.
وتساءل مدير عام “هوا عكار” ألبير خوري: “ماذا بعد؟ أو ماذا قدم ممثلو لبنان لقمة ريو؟ ماذا سيكون موقفنا؟ هل نُخبر دول العالم المجتمعة عن وضع الكهرباء المتردي باستمرار والمتراجع من سيّء الى أسوأ؟ هل نعلن على الملأ أن الفشل يلازمنا أيضاً في مجال الطاقة والتزاماتنا نحوها؟ أم نقف ونعلن لدول العالم، أن لبنان سيحقق خطوة جديدة في مجال الطاقة المتجددة، واننا حكومة وشعباً على امتداد الوطن نستحق الحياة والكهرباء؟ نستحق قوانين لانتاج الطاقة، نستحق الكهرباء، وهذا واجب الدولة تجاه شعب قدم الغالي والرخيص”. وأكد خوري أنه من المستحيل أن يبقى لبنان غارقاً في العتمة… والغد لناظره قريب.
وجاء في البيان: “شتان ما بين ريو (قمة الارض) وكوبنهاغن (قمة التغيير المناخي) من فرق، ومن سنين مرت دون انجازات، بل كل ما وُعد به، بقي تعهدات من حبر على ورق، تصب في خانة الالتزامات والوعود”.
ففي قمة كوبنهاغن للتغيير المناخي تعهدت الحكومة اللبنانية وعلى لسان رئيسها سعد الحريري آنذاك، بوضع لبنان على خارطة الطاقة المتجددة، ورفع نسبة توليد الطاقة المتجددة الى 12 في المئة بحلول العام 2020. وأدرج بند الطاقة المتجددة على ورقة سياسة قطاع الكهرباء الصادرة عن الحكومة الحالية. لكن يقف لبنان مجدداً اليوم أمام المحافل الدولية خالي اليدين من أي إنجازات وتقدُّم في مجال الطاقة، بل والقول اصح ان في جعبته العديد من المشاكل المتراكمة والمتزايدة.
وتساءل خوري: “أين لبنان من التزاماته؟ وهل يحق لمن فشل أن يلتزم مجدداً بتعهدات جديدة أمام المحافل الدولية؟ كيف نفسر للعالم أجمع أسباب فشلنا؟ ماذا نقول عن ساعات التقنين التي تحقق أرقاماً قياسية باضطراد بحيث بلغت 13 ساعة من أصل 24 ساعة؟” فالمشكلة كما أصبح الشعب اللبناني يعرف، تكمن في النقص الفادح في الانتاج امام الزيادة الملحوظة في الطلب.
فالانتاج المطلوب من الكهرباء اليوم هو 2700 كيلوات، في حين أن الانتاج المتوفر لا يتعدى 1500 كيلوات في أحسن الاحوال، الامر الذي يفسّر سبب التظاهرات المتتالية والمتنقلة. وما ظاهرة حرق الدواليب الا “فشة خلق” للبناني فقدَ الصبر، لكن البيئة هي التي تدفع دائماً الثمن بتحمّلها زيادة في التلوث.
وإضافة الى ذلك، يرى خوري أن هناك مشكلة أساسية أيضاً تكمن في غياب القوانين إن لم يكن انعدامها، متسائلاً: “أين القوانين التي تسمح بإنتاج الطاقة من مصادر نظيفة متجددة؟ واين المراسيم التي تعطي القطاع الخاص اللبناني حق الانتاج؟ وهل من البديهي أن تبقى الكهرباء مستوردة من الخارج الى الابد؟”. وأضاف: “المشكلة واحدة والمعاناة مشتركة، والهدف موحد “نريد حلاً لمشكلة الكهرباء في لبنان” فهل من يسمع؟”.
وأكد خوري أنه “لا حاجة لايصال صوتنا الى قمة ريو، فالمشكلة هنا والحل أيضاً هنا، لبناني مئة في المئة، إذ إن الطاقة المتجددة التي تزخر بها منطقة عكار أفسحت المجال في إطلاق “هوا عكار” (شركة لبنانية بتمويل خاص)، من دون ديون اضافية تضاف على عجز الخزينة وبأسعار تنافسية بامتياز، ما يفسح المجال في تحقيق وفر مادي لا يستهان به”. ولا يخفى على أحد انّ الطابع البيئي للمشروع أعطاه زخماً، فالطاقة نظيفة متجددة ومستمرة بلا انقطاع وبكلفة اقل.
نبذة عن مشروع “هوا عكار”
بدء مشروع “هوا عكار” منذ 3 سنوات، انطلاقاً من سياسة قطاع الكهرباء التي وضعها الوزير جبران باسيل في 2010 والبيان الوزاري لحكومات الرؤساء نجيب ميقاتي وسعد الحريري وفؤاد السنيورة المتعاقبة التي تقضي بمواجهة التقنين الكهربائي بالتعاون مع القطاع الخاص وبإيجاد حلول ترتكز على الطاقة المتجددة.
يستطيع هذا المشروع أن ينير 60 ألف منزل، بقدرة إنتاج 60 ميغاوات. ويعتبر محركاً لمنطقة عكار اقتصادياً وسياحياً، إذ يؤمن فرص عمل عديدة.