سعادة: القول أن فريقنا السياسي هو المعرقل باطل والمشكلة بالضغوط الخارجية، إستقرار سوريا حاجة للبنان وأي زعزعة للوضع في سوريا ينعكس سلبا على لبنان
يمين: لا ديمومة للبنان بدون المسيحيين ولا حياة للمسيحيين الا بلبنان حر موحد
لبس: المردة حالة عابرة للطوائف والمناطق لتكرس رسوخها في جذور الوطن
عقد تيار المردة مؤتمرا لاطلاق نشاطاته في زحلة- البقاع، في فندق مسابكي- شتورا، في حضور حشد من الفاعليات والمنتسبين والمناصرين، بالاضافة الى كوادر اكاديمية المردة للقيادة وكوادر التيار في المنطقة، وبمشاركة وفد قيادي ضم الى المنسق العام الوزير في حكومة تصريف الأعمال يوسف سعادة، عضو المكتب السياسي السيدة فيرا يمين، العميد جوزف معراوي والاستاذ انطوان فنيانوس.
بداية النشيد الوطني ثم نشيد المردة، تلاهما كلمة عريفة الاحتفال ربيعة شهوان. ثم تحدث مدير اكاديمية المردة للقيادة الدكتور الياس لبس الذي رحب بالحضور وقال: سؤال ارتسم على الكثير من الأفواه منذ الإعلان عن التحضير لافتتاح مكتب للتيار في البقاع: لماذا المردة هم اليوم في البقاع؟ وعلى هذاالتساؤل نجيب بوضوح وثقة: ولم لا تكون المردة في البقاع، بعدما دخلت قلوب البقاعيين كما اللبنانيين من الباب العريض وصارت محط إعجاب كل بقاعي مخلص لوطنه ومؤمن بقضيته. المردة وصلت بالفكر قبل أن تصل بالتنظيم، وصلت بالإيمان قبل أن تصل بالكودرة. من هنا كانت الضرورة ملحة لأن نعمل معا على بناء لبناننا الجديد، لبنان الرسالة الذي حلمنا به منذ التاريخ. فالمردة أراها مجد لبنان، ركيزة النضال الوطني الحقيقي، دعوة الى الحرية المقدسة والانفتاح على الشركاء في الوطن وهوية افتخار لكل مواطن حر.
أضاف: ثمة من يراهن اليوم أن المردة حالة عابرة، ثمة من يعتقد أنها أيضا حالة مذهبية صرف. لهؤلاء نقول: نعم صدقتم، المردة حالة عابرة، حالة عابرة للطوائف والمناطق، لتكرس رسوخها في جذور الوطن الذي قال فيه فخامة الرئيس الراحل والمؤسس سليمان بك فرنجية وطني دائما على حق، لينتقل العمل الوطني هذا، من جيل إلى جيل، ويحط رحاله اليوم في البقاع الأخضر… والبقاع كما غيره من المناطق لا يسعه إلا أن يكون كأرزة لبنان تحتضن بكنف أغصانها أصحاب الفكر الوطني الأصيل والرسالة الصافية النقية من الأنانيات خدمة للبنان الأفضل في السياسة كما في الإنماء ليكون لبنان الغد، فعلا لا قولا وطن الإنسان، واليوم كما تعلمون، يفرحنا أن نعلن لكم أننا أصبحنا متواجدين في معظم قرى وبلدات قضاء زحلة من شرقه الى غربه… كما أننا نطمح الى الانتشار المنظم في بلدات البقاع الاوسط والبقاع الغربي والبقاع الشمالي كافة، ليصبح بقاعنا كله، برجاله ونسائه، قلبا نابضا للاتصال والتوصل مع الشركاء كافة في الوطن.
وختم لبس بتوجيه شكر الى الإعلاميين والفعاليات المناطقية وكل المشاركين. كما توجه بالشكر الى رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.
بعد ذلك تحدثت يمين، فقالت: لأننا نرتكز على المعادلة التاريخية، على الثالوث الأقدم، التاريخ- الحاضر- المستقبل، استمرت المردة متكئة على ماض مضيء، متمكنة من حاضر فاعل، مستشرفة لمستقبل أكيد. لكل ذلك نحن هنا في منطقة تفقه لغة التاريخ وتقرأ في الجغرافيا، فتراها تنتهج الواقعية بكل صدق وشفافية، وحين تقترن الواقعية بالشفافية يعني أنت مردة. فالمردة، هذا النفس الشعبي الذي عبق بالمنطقة منذ آلاف السنين، ما كان ليشيع أكثر لولا أنه نفس مقاوم لكل استعمار واحتلال، لكل ظلم وظلامة.
وما كان ليستمر لولا رجالات يقرأون التاريخ ويصنعون تاريخا كالرئيس الراحل المؤسس سليمان فرنجية الذي استنهض التاريخ ليعيد صياغته بأحرف من ذهب لبناني صاف فأطلق المردة من جديد. حمى، حضن، حصن، دعم ودعم لتثبت الأيام بل السنون دقة رؤيته وسعة نظرته، والبقاع خير شاهد وتحديدا المدينة التي لم تتأثر برياح ولا بموجات بل حفظت وحافظت على الهوية. زحلة اللبنانية المشرقية العربية، لم تغرها رهانات ولم تحبطها محطات ولم تصادرها إغراءات.
أضافت: ومن اطلاق المردة نفسا من جديد الى إطلاقه من قبل رئيس التيار سليمان فرنجية تيارا سياسيا ووطنيا بمفهوم راق للعمل السياسي بالبعد الوطني، مفهوم التنوع الطائفي الذي يغني وليس الصراع الطائفي الذي ينهي. مفهوم الديمقراطية التوافقية الحاضنة وليس الكيدية والاستنسابية التي تؤسس لمزيد من انقسامات. مفهوم الدولة المدنية التي تعزز المواطنة لأجل الوطن وليس دولة المحاصصة التي تقوض الوطن. مفهوم الدولة المقاومة لعدو شرس جاهز لعدوان دائم عسكريا، سياسيا ثقافيا وفكريا. عدو كل اللبنانيين ولكن تحديدا المسيحيين، فبضربهم يضرب التنوع وينسف تكوين الوطن، فيتفتت وتقوى الدولة اليهودية العنصرية في المنطقة، وهذا أمر ان دل على شيء فانه يدل بل يؤكد ألا ديمومة للبنان الفريد بتنوعه وتكوينه من دون المسيحيين، ولا حياة للمسيحيين الا بلبنان حر موحد، وطن نهائي لجميع أبنائه. ايماننا بلبنان الحر الموحد ليس كلاما بل فعل تضحية وله قدمنا قوافل من الشهداء، و13 حزيران 1978 أرادوه لنا قبرا فكان لنا فجرا. اليوم المردة في البقاع، لسنا طارئين على الأحباب ولا طارقين على الأبواب. نحن هنا لأننا من هنا. من هنا من خلالكم وعبركم ومعكم. أنتم الرسل، عبدتم الطريق وفتحتم باب البيت والقلب فاختصرتم كل درب. حملتمونا المسؤولية وصرنا محرجين أمام حماستكم ووعيكم، أمام عاطفتكم وقناعتكم وفرضتم علينا بالمعنى الايجابي أن نحتفل معا بأخضر البقاع الأخضر. مردة نتواصل مع الحلفاء ونتكامل. فهذا السهل يتسع للجميع ويغتني بالاختلاف ويرذل الخلاف، وهذا نهج سليمان فرنجية في السياسة وفي العمل الوطني، نهج المردة تاريخا حاضرا ومستقبلا.
ختمت يمين: سليمان فرنجية الذي اختصر علاقته بأهلنا بكلمة منكبر فيكن بعيد اطلاق تيار المردة في 11 حزيران 2006، كلمة قالها وعناها هو الذي لا يقول حبا بالقول بل من ايمانه بقدسية الكلمة وفي البدء كان الكلمة. أيها الأحباء، أقولها مرارا وتكرارا، أن نكون نحن مردة فليس لنا الفضل بذلك، أما أنتم فننحني أمام خياركم لأنه خيار طالع من رحم الوعي والاختبارات للكثير من الخيارات أو الانتظار لاتخاذ الخيار فالقرار. بوركت خطواتكم الطالعة من أرض معطاء. وابن الأرض لا يبيع ولا يشتري بالمفهوم التجاري بل يزرع ويحصد. انتماؤه هويته. وهويتنا كما شعارنا: لبنانيون، مشرقيون، عرب.
الكلمة الاخيرة كانت لسعادة الذي قال: من هنا، السهل الواسع والمنفتح، ينطلق المردة بقاعيا. وانطلاقة المردة تلبية وترجمة لعاطفتكم وتمنياتكم. المردة في البقاع تنطلق في ساحة تتسع للجميع. نتكامل ونتواصل مع الأصدقاء وندعم الحلفاء وفي مقدمهم الصديق الياس بك سكاف. إهتمامنا بل تطلعنا أن ينتصر خطنا، لينتصر الوطن الذي نؤمن به. والكل يعرفنا أننا لسنا طلاب سلطة أو مراكز، بل طلاب تحقيق النجاح للفريق السياسي الواحد في الخط والنهج والرؤية. اليوم الإنطلاقة، ولا نزال في الخطوات الأولى، والدرب طويل، ولا تغرينا المناصب أو المراكز إلا حين نستحقها.
أضاف: ننطلق حاضرين وداعمين للحلفاء، وتحالفنا معهم ليس بقاعيا أو شماليا، وليس مناطقيا، بل تحالف على مساحة الوطن. ومن البقاع ندعو، بل نكرر الدعوة، للاسراع في تشكيل حكومة قوية وقادرة، حكومة مواجهة للتحديات السياسية التي نمر بها أو التحديات المقبلة، حكومة تعنى بشؤون الناس وتعالج القضايا الإجتماعية والإنسانية الخانقة. حقكم أن تسألوا أين الحكومة ومتى الحكومة؟ في كل مرة نقترب من التشكيل نعود إلى نقطة الصفر. لقد كان وظل مطلبنا احترام الدستور وتشكيل الحكومة على أساس شراكة وطنية حقيقية نص عليها الدستور. ومع هذا كله، قدمنا التنازلات الممكنة لعبور لبنان بحكومته، ونهوضه من مستنقع التجاذبات، وبقي القول أن فريقنا السياسي هو المسؤول والمعرقل، وهذا قول باطل.
تابع: تسألون أين هي المشكلة، المشكلة قد تكون في الضغوط الخارجية التي سمعناها في الإعلام، ولمسناها في الزيارات والتصريحات والبيانات. لذا، ومن هنا، ندعو أن تكون الأكثرية الجديدة فريقا واحدا وتبادر إلى تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، لأن المسؤولية الوطنية تقع علينا جميعا.
وعن الوضع في سوريا قال: سوريا هي البلد الوحيد الذي يشكل لنا بوابة العبور إلى العالم العربي. إستقرار سوريا هو حاجة للبنان، وأي زعزعة للوضع في سوريا ينعكس سلبا على لبنان. وبصراحة، نحن نعترف بأننا منحازون إلى نظام غير طائفي، لأن النظام السوري، كما هو، أمن الإستقرار الدائم في سوريا وحافظ على التوازنات في كل المنطقة. كما ندرك بأن ذنب سوريا أو خطيئتها أنها دولة ممانعة، دولة حاضنة للمقاومة، دولة لا ترضخ للإملاءات الخارجية. أما الإصلاح، فهذا شأن داخلي، والرئيس بشار الأسد أقر به، والأكثرية الساحقة من الشعب السوري تعرف أن الرئيس الأسد إذا وعد وفى. والمراهنون على الوضع في سوريا، من الداخل اللبناني، وخارجه، بحجة التضامن مع الشعب السوري أو التعاطف الإنساني معه، منهم الحاقدون الذين يريدون قلب النظام ولو تدمرت المنطقة بالكامل. منهم الراغبون بحرب أهلية في سوريا لإنهاء دورها الداعم للمقاومة في لبنان والمواجه لكل مشاريع تقسيم المنطقة وتفتيتها إلى دويلات مذهبية لصالح الدولة العنصرية. ومنهم الحالمون والمبشرون بإمارة بلاد الشام. أما نحن المتضامنون بوعي وعاطفة مع الشعب السوري، الشعب المنتمي إلى تاريخه الأصيل، هو الشعب الذي نزل بأكثريته إلى الشارع مؤيدا للنظام وسياسته، مؤمنا وواثقا من قدرة وثبات الرئيس الأسد لتحقيق الإصلاحات كاملة.
أضاف: تتعدد العناوين والمطلوب واحد، النيل من سوريا نظاما وجيشا وشعبا. لكن اليوم ندرك أكثر من أي يوم أن سوريا عصية على كل المؤامرات والمشاريع. نحن معها من حرصنا على لبناننا، على وطننا وطريق العودة في 15 أيار من لبنان إلى الجولان طريق واحد وهم واحد.
ختم سعادة: نكرر شكرنا لكم، ونحن نتكل على جهودكم وحماستكم لينتشر فكر المردة يوما بعد يوم.
إثر المؤتمر أقيم غداء على شرف المشاركين واهالي المنطقة.