رادار نيوز – ” الانسان صالح بطبيعته ، إنه المجتمع الذي يفسده ” يقول جان جاك روسو ،فساد سياسي و ديني وإجتماعي حتى وصل إلى قلب المجتمع .. إلى العائلة. ها هي صورة مجتمعنا الشرقي الذكوري : الرجل رأس المرأة بحيث يعطي لنفسه ألحق بتفسير هذه العبارة السائدة وفقاً لمفهومه الخاص ما يشمل ضربها وتعذيبها وشتمها وصولاً لاغتصابها تحت غطاء الشرع والقانون و” حقوقه الزوجية عليها”. في أعين البعض إنه لمشكلة سخيفة لا يستحق معالجتها أو التكلم بها، هل لي أن أعرض بضعاً من تداعيات هذه المشكلة السخيفة ؟
أولاً ، إن ضرب المرأة وتعنيفها جسدياً وشفهياً هو وجه من أوجه تعليم الأطفال إكتساب صفة العنف في المستقبل.
ثانياً، يؤدي العنف في كثير من الحالات إلى موت الزوجة، بالتالي تحويل الزوج إلى قاتل في نظر القانون وأولاده.
ثالثاً، العنف الأسري ضد المرأة هو حتماً سبب بديهي لتفكك العائلة.
إن أوجه العنف متعدد ، فإن المرأة تعنف لمجرد انها إمرأة وهذا ما يسمى التمييز الجندري، أنها ولدت لإشباع رغباته الجنسية والأعمال المنزلية وإنجاب الأطفال وها هو دورها يقتصر على هذه المهام المحددة إن تجاوزتها يضربها.
خوفه من نجاحها في مجال العمل وتفوقها في مراكز المجتمع كافة يولد لديه عقدة نقص نفسية يخشى الإعتراف بها لئلا تهدد رجوليته.
المفاهيم الخاطئة المكتسبة دينياً بأن الرجل والمرأة غير متساويين وانها من ممتلكاته الخاصة وتجريدها من كونها انسانة إلى غرض من اغراضه.
تناضل الجمعيات النسائية في لبنان إلى وضع قانون يحمي المرأة والأسرة من العنف الأسري، فالشكاوى التي تصل إلى جمعية “كفى – عنف وإستغلال ” من ضرب وتشويه وإغتصاب تبين مدى خطورة المعضلة ومدى ضرورة الإستعجال في حلها، لكن من الواضح أن دولتنا ليست في عجلة من أمرها إذ إن القانون للآن لم يوافق عليه من اللجنة الفرعية الموكلة من مجلس النواب علماً أنه مطروح منذ أكثر من ستة أشهر مع أن المهلة التي اعطيت لدراسته هي ثلاثة اسابيع!
لم تكتف اللجنة بالمماطلة في التوقيع وحسب فقد لحق به تشويهات اطاحت بالهدف الرئيسي :
– تغيير إسم القانون بحيث يشمل حماية أفراد العائلة جميعاً من العنف الأسري لا الزوجة تحديداً.
– تم إلغاء تجريم إكراه الزوجة بالعنف على الجماع.
– تم إلغاء تحريك الشكوى عن طريق الاخبار.
أهذا هو صورة لبنان الحضارية؟ أهذه هي البيئة الصالحة المثالية التي نريد تربية الأجيال الصاعدة وسطها ؟ أهذا ما يشرعه الدين والله ؟
إنه من المؤكد أن جميع رجال مجتمعنا يعون ومدركون أن تعنيف المرأة هو جريمة وخطيئة… غير أن الشرقي لا يرضى بدورٍ غير أدوار البطولة ..البطولة الزائفة.
reina mhanna
الزميلة الصحافية رينا مهنا