دعوة أخلاقية للبنانيين للخروج من أنانياتهم
المراهنة الضميرية
يهدف هذا الكتاب لمؤلفه فريد شهاب إلى طرح موضوع “الضمير الوطني”. ويتوجّه بلغة واحدة الى جميع الأحزاب السياسية والمجموعات الدينية والقوى الاقتصادية في لبنان. لا يأخذ طرفاً مع هذا أو ذاك؛ لا يتعاطف مع أيّ من هذه القوى ولا يعادي أياً منها.
كما لا يرتكز الكتاب على أي عقيدة سياسية بالمعنى الضيّق للكلمة كما يقول. ولا يحاول إقناع أي طرف بصحة أفكار الطرف الآخر ولا يعزف على الوتر الديني لأي جهة.
يذكر المؤلف إن التعاطي مع مسألة الضمير الوطني وبناء الدولة يتطلب التجرّد الكامل من الاعتبارات الذاتية والجذور والانتماء، ويفرض بالتالي السيطرة على “الأنا”.
حيث لا يمكن لرجل واحد مهما كان إنقاذياً ورؤيوياً أن ينجز بمفرده مهمة بهذا الحجم. والحلّ يكمن في مشاركة الجميع والتفافهم حول فكرة جامعة موحّدة وليس حول رجل واحد.
قسّم المؤلف كتابه نسبة الى الأحرف الأربعة من كلمة “رهان”: الكلمة الي تحمل في طيّاتها كما ذكر شغفاً مقروناً بالعمل الجدي المقاوم لكل المغريات، حفاظاً على النزاهة فوق كل اعتبار. يا لها من كلمات تتناغم معانيها، مجسّدة الفضائل الأربع اللازمة للشروع في مسار طويل لعملية إدارة الضمير الوطني، مع مؤشرات إيجابية عنها، منتظرة في العام 2013. هذا هو الرهان الذي يجب تحقيقه وهو يقاس بمدى تأثيره على الخطاب السياسي بشكل عام عند أول استحقاق.
ويشير المؤلف إلى أنه يجب أن نؤمن بأن تغيير الذهنية السائدة ليس أمراً مستحيلاً إذ يكفي أن تكون لدينا الرغبة القوية بذلك وهل لدينا أصلاً أي خيار آخر؟
ويقول: إن الركود والجمود الحاليين يستلزمان إيجاد خطة بديلة. تتراكم الاستحقاقات وتلاحقنا الاحتياجات الاقتصادية التي يفرضها علينا القرن الحادي والعشرون مما يستوجب السعي لإيجاد حلول عاجلة. لذلك من الضروري أن نعمل على تطوير الخطة البديلة بكثير من الانفتاح والموضوعية. بهذه اللغة الأخلاقية يخاطب المؤلف فريد شهاب اللبنانيين باعتبار إن الغاية الأولى والأسمى هي بناء “ضمير وطن” بكل نزاهة. كما ويقول اننا نحتاج إلى الحلم لنكافح الكابوس الذي قد يفاجئنا به المستقبل. نحتاج إلى الحلم للإحاطة بالعقبات التي تعترض طريقنا. نحتاج إلى الحلم للتغلب على المخاوف والأحكام المسبقة والشكوك… هذا الحلم يتجسّد في فكرة واضحة وملموسة: ضمير الوطن وسيظهر السياق المعتمد كيف تشق الفكرة طريقها فتتطوّر على امتداد المشاركة وتصبح معدية بفضل الجهد، وربما تتحقق! عندها، ربما، نلامس النجمة ولا تتلطّخ أيدينا بالوحول.
الكاتب: فريد شهاب
اسم الكتاب: رهان على ضمير وطن