دكتوراه في الاقتصاد للأب بشارة الخوري

في جامعة البورغون، في مدينة ديجون الفرنسيّة، ووسط جمع من أبناء الرهبانيّة المارونيّة المريميّة، وعلى رأسهم الرئيس العام للرهبانيّة الأبّاتي سمعان أبو عبدو، والأب وليد موسى رئيس جامعة سيّدة اللوّيزة وبعض الآباء والأصدقاء والباحثين، دافع الأب بشارة خوري الراهب المارونيّ المريميّ عن أطروحة دكتوراة في العلوم الإقتصاديّة تحت عنوان: “الإقتصاد الإجتماعيّ في لبنان: تحليل وبحث في تهجين الموارد الإقتصاديّة للتعاونيّات الزراعيّة”.
ويشكلّ بحث الأب خوري جديداً في حقل البحث العلميّ الإقتصاديّ اللّبنانيّ، إذ تناول علم الإقتصاد الإجتماعي والتعاضديّ، وهو حقل دراسة لم يتمّ التعمّق فيه بشكل كافٍ حتّى اليوم، بينما من المفترض أن يكوّن هذا القطاع وسيلة تطوير للإنماء الريفي اللبناني بشكل عام وللقطاع الزراعي بشكل خاص.
إن دراسة حقيقة التعاونيّة في المجتمعات الأهليّة، وطريقة إدارتها الأصليّة، والعوامل المجتمعيّة والعلائقيّة التي تكوّن جزءاً من علاقة التعاونيّة مع محيطها ومشاكل الحصول على التمويل اللاّزم إن من داخل المجتمع ذاته أو من خارجه، كلّ هذه العوامل تؤدّي الى ضرورة النقاش في مفهوم تهجين (hybridation) الموارد الإقتصاديّة الداخليّة والخارجيّة، بين خدمات التطوّع المجّانيّة، قيمة إنتساب الأفراد، الدعم المادّي العام، الوطنيّ أو المحليّ، والمال الّذي يدرّه نشاط التعاونيّة عينه.
كما تطرّق البحث الى المشاكل العملّية التي تواجه هذه التعاونيّات، من أسعار الإنتاج والتسويق التي تحدّ من هامش أرباح المزارعين، الى صعوبة الحصول على القروض المصرفيّة بسبب استحالة تقديم الضمانات الكافية. كما تمّ التطرّق الى النظريات الإقتصاديّة التي ترتكز عليها النظريّة المقدّمة.
وإثر دفاع الأب خوري عن أطروحته ومناقشتها مدّة ساعات متواصلة، وبعد عمليّة التشاور السريّ من قبل الفاحصين، أُعلن الأب بشارة خوري دكتوراً في العلوم الإقتصاديّة، بدرجة جيدّ جداً، مع تنويه من لجنة الفاحصين، وأُعطى الإذن بنشر الإطروحة كاملة.