رادار نيوز – إستقبل مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار، في دارته في طرابلس، رئيس الحكومة السابق تمام سلام، في حضور الوزيرين السابقين: محمد المشنوق ورشيد درباس، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي، أمين الفتوى الشيخ محمد إمام، رئيس دائرة أوقاف طرابلس الشيخ عبد الرزاق إسلامبولي، المهندس هشام الجارودي وعدد من رجال الدين.
وجرى عرض الأوضاع الراهنة على الساحة اللبنانية، لا سيما ما يتعلق منها ب”العراقيل على صعيد تشكيل الحكومة العتيدة”.
سلام
وعقب اللقاء، أدلى سلام بتصريح، قال فيه: “زيارتي اليوم لطرابلس الفيحاء، بدعوة كريمة من أخي توفيق دبوسي رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة، فرصة ومناسبة للتعاضد والتكامل مع العاصمة الثانية، ومع أبنائها، ومع رموز وقادة ومسؤولي المؤسسات في هذه العاصمة، وهذه ساعات اعتزاز وفرح نمر فيها، وأبرزها كان ما شاهدته ورأيته وتعرفت عليه في غرفة طرابلس، هذه المؤسسة التي أستطيع أن أقول عنها إنها من أكثر المؤسسات الحديثة والعصرية، التي شاهدتها في لبنان، وبالتالي أبارك الجهود التي تبذل في سبيل دفع هذه المؤسسة، إلى المزيد من الفاعلية والنجاح والتوفيق، بما يعود بالخير على طرابلس والشمال وكل لبنان”.
أضاف: “كان لا بد عندما نأتي إلى طرابلس، أن نأتي إلى المنارة الطرابلسية المتمثلة بسماحة المفتي الشيخ مالك الشعار، الذي لنا معه سنوات طويلة من العمل الجدي والعمل العميق، لخدمة الأبعاد الوطنية، التي نحرص عليها جميعا، وهذه المرجعية الكريمة وفي طرابلس والشمال بالذات، لم تتأخر لحظة في يوم من الأيام في القيام، بما يجب أن يقوم به للتصدي لكل ما مررنا به من صعوبات ومن أيام، عرفها الجميع، وخصوصا في طرابلس، مأساوية ومزعجة وتدميرية، ولم نتمكن من انتشال طرابلس، ومن الخروج منها إلا برعاية كريمة ومساعدة دائمة من سماحة المفتي الشعار، ومن معه من أخوانه، الذين يشكلون مرجعية وطنية كبيرة”.
وتوجه إلى المفتي الشعار، قائلا: “أتمنى منكم ومن إخوانكم، المزيد من العطاء والصحة والعافية، لما فيه خير كل ما نسعى إليه جميعا، من وضوح رؤية ومن مواقف مخلصة وجادة وملتزمة، للنهوض بالوطن، وللنهوض بأبناء هذا الوطن، وفي مقدمتهم أبناء طرابلس والشمال الأعزاء، وتحية لك يا صاحب السماحة، وتحية لهذا البيت الكريم، لهذه المرجعية الكريمة”.
وعن الأزمة الحكومية الراهنة وانعكاساتها الاقتصادية، قال: “لا شك أن الأزمة التي يمر بها البلد اليوم، تنعكس سلبا على كل شيء على صعيد الاقتصاد والحياة العامة وعلى صعيد المسؤوليات الوطنية، وبالتالي عندما يتم اصطناع مقاييس ومعايير جديدة لضرب مسيرة وحدة الوطن، من خلال التشكيك بالدستور، والتشكيك بالطائف، والتداول بما يعرف اليوم بأمور، لا علاقة لها لا بالطائف، ولا بالدستور، وخصوصا ما يعنونونه بالأعراف، وكأن الأعراف أصبحت هي ما يتحكم بالوطن”.
أضاف: “من أسوأ ما شاهدت، هو هذا المعيار أو المقياس، الذي اعتمد بأنه أصبح لكل كذا نائب وزير، ما هذا؟ هذا لم يرد في الدستور، ولا في أي مكان. دستورنا وطني بكل معنى الكلمة، ويأخذ بعين الاعتبار، كل المعطيات، وأبرزها المعطى الطوائفي، الذي مع الأسف، تحول إلى ممارسة طائفية، ونحن بعيدون كل البعد عن ذلك، خصوصا نحن أهل الجماعة الذين لا نعترف بالطائفية، بل نعترف بطائفتنا، كمكون أساسي في هذا البلد، وعلى هذه الطائفة، أن تقوم بما يجب أن تقوم به، وبعدم إفساح المجال أمام أحد للتداخل أو للتصرف، بما يعود اليوم لهذا المكون في البلد”.
وتابع: “ما نشهده من اصطناع مع الأسف، يدخل علينا بشكل مزعج ومؤذ، ليس فقط على المكون، بل على كل الوطن، ونأمل أن تحترم المكونات بعضها بعضا، ويحترم التوازن الوفاقي، الذي يجب أن يحل، لنتمكن من التعاطي معا للنهوض ببلدنا، أما الأزمة التي نشهدها اليوم. نعم هي أزمة مستفحلة، ومن أرادها أزمة، وضع لها من المعايير لتستفحل وتحول دون الحلول الممكنة، وفي أقرب وقت لإنقاذ الوطن ولإعطاء الفرصة للمواطن اللبناني، ليشعر أنه ينتمي لوطن، وأن عليه دورا يقوم به، في رفد هذا الوطن بوتيرة إنتاجية كبيرة، تعود بالأمن والأمان والصحة والهناء لكل أبناء الوطن”.
وأردف: “من هنا، نعم أنا مستاء، وأنا لا أوفر مناسبة، إلا وأبرز فيها هذا الوضع وأحمل من يتحمل، هذه المسؤولة، وأتعاضد مع من يصبر، ويعض على الجرح، ويقف موقفا وطنيا صحيحا، وهو المتمثل بما قام، وما يزال يقوم به دولة الرئيس المكلف الرئيس سعد الحريري، على مستوى حرصه الدائم، لتوحيد الصف، وللعبور بلبنان إلى موقع إيجابي بناء وإنتاجي، يعود بالخير علينا جميعا، وإن شاء الله يعي الجميع هذه الأمور، ونعم أنا أدعو، كما دعوت في الأيام الماضية، إلى قليل من التواضع، لا نطلب كثيرا، إذا طالبنا الجميع أن يتواضعوا، وفائض القوة والرئيس القوي هنا، والمكون القوي هناك، والحزب القوي هنالك، والتكتل القوي، على من نستقوي؟ على بعضنا بعضا؟ نحن إذا تواضع الجميع، لا بد أن نصل إلى مخارج بإذن الله، ولكن إذا استمر منطق فائض القوة، وفرض ذلك على الجميع، فعلينا نحن، أن نحذر وأن ننبه بأن يتحمل كل مسؤوليته في ذلك”.
وختم: “إن الحالة الاقتصادية والمعيشية، تصب سلبيا ومباشرة على الشعب الفقير و”المعتر”، والشعب الصابر والصامد، الذي يتكل على ممثليه وعلى قياداته، أن تنهض به وباستحقاقات وطنه، ولا يتكل عليها، أن تتناتش وتتقاسم النفوذ في البلد، وعلى قواعد- مع الأسف- تذهب بنا إلى مساحات ليس فيها ما يحمد عقباه، وأبرزها مناخ التلوث والفساد، الذي يسود على حساب الشفافية والإخلاص في خدمة وطننا”.
الشعار
بدوره، قال الشعار: “نعم، الذي سمعناه، ولا يسعني إلا أن أرحب، وأنا في غاية السعادة والبهجة، بصاحب الدولة الرئيس تمام بك سلام، الذي ما رأيته يوما، إلا واستذكرت مواقف والده الرجل البطل القوي المتماسك، والرجولة والقوة هي أن يحافظ الإنسان على الانتظام العام، الذي يصب في مصلحة ترسيخ الكيان ووحدة الوطن والوحدة الوطنية، ودولة الرئيس تمام بك سلام، أخذ هذا الإرث عن والده، وهو يمارس كل هذه القناعات برباطة جأش عالية، وبفكر وعقل مستنير، وبمواقف صلبة لا تحتمل إلا مصلحة الوطن، وإلا تحقيق الوحدة الوطنية”.
أضاف: “طرابلس اليوم تعتز باستقبالها لواحد من أهم رجالاتها، الذين أداروا سدة الحكم، لفترة من الزمن، كان فيها نموذجا ومثلا في الحفاظ على الأمن والاستقرار. نحن في حالة السلم، أقوى من حالة الفوضى، الذين يبحثون عن الفوضى، لأنهم الأضعف لا يستطيعون العيش في كنف الدولة والأمن والدستور والقانون والاستقرار”.
وتابع: “دولة الرئيس تمام بك سلام، مرحبا بك في بيتك، وفي بلدك طرابلس، تعتز وتحمل في قلبها وعقلها الحب الكبير لك ولوالدك، ولا تنس على الإطلاق، أنك ابن الأكرمين وأنك رجل ابن الرجال، ولا يسعني كذلك إلا أن أوجه عبر هذا اللقاء المميز، كلمة حب وتقدير وإعجاب، برباطة جأش دولة الرئيس المكلف الشيخ سعد الحريري، الذي هو كذلك سر أبيه، والذي يعبر كل التعبير عن حرصه على مصلحة الوطن، وهي الراية التي حملها من الشهيد الكبير رفيق الحريري، كلنا مع مواقفه مؤيدين، وكلنا معه مساندين، لأن الوطن لا يحيا إلا بهذا العقل، وبهذا الفكر، وبرباطة الجأش، والحرص على الآخر، مبتعدين كل البعد عن الإنفعال وردات الفعل وشهوة التحدي”.
وختم “لبنان لا يقوم إلا بجميعنا وبكلنا، وأنت يا دولة الرئيس واحد من أهم من يمثل هذا التوجه. عشت وطبت وطاب سعيك ويحفظ الله لبنان ويحفظ علينا الأمن والأمان”.
زيارة المرفأ
بعد ذلك انتقل سلام يرافقه المشنوق ودرباس ودبوسي إلى مرفأ طرابلس، وكان في استقبالهم مدير المرفأ الدكتور أحمد تامر، وجالوا جميعا في أرجاء المرفأ، حيث شرح تامر واقع المرفا ومراحل تطويره وأهميته في الاقتصاد الشمالي واللبناني، وعلى مستوى المنطقة، وتحدث عن “طريقة تصدير المرفأ واستقباله البضائع، من شرق آسيا وروسيا، وإلى سوريا والعراق، خاصة بعد انتهاء الحرب السورية”، منوها ب”أهميته الجغرافية والعقارية، نسبة إلى أسعار العقارات في طرابلس والجوار، مقارنة مع مناطق أخرى”.
ثم أقيمت مأدبة غداء تكريمية، حضرتها مقامات وفاعليات طرابلسية وشمالية.