رادار نيوز – أطلقت جمعية “جائزة الأكاديمية العربية”، في مؤتمر صحافي عقدته في المسرح البلدي في جديدة المتن، وبرعاية وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ملحم الرياشي ممثلا بمستشاره أنطوان نجم، فعاليات “الموسم 4- 2019” من مباريات الجمعية، في حضور رئيس الجمعية الزميل في “الوكالة الوطنية للإعلام” رزق الله الحلو ولجنة التحكيم.
نجم
وألقى ممثل الرياشي كلمة قال فيها: “التربية والإعلام ركيزتان أساسيتان لبناء الأجيال الصاعدة التي بدورها ستبني المجتمعات في ما بعد، وإن الفلتان الذي نشهده في بعض المجتمعات، يعود في أغلب الأحيان إلى تربية خاطئة أو محورية أو مجتزأة”.
أضاف: “لن أدخل في تفاصيل أسس التربية والنظرات التربوية، لكن أود أن أشدد على أن التربية بحاجة إلى أسس وإلى تطبيق هذه الأسس. وعلى الفرد أن يتحلى بقليل من التواضع والغيرة، والأهم ألا يطبق مبدأ: أنا أو لا أحد”.
وتابع: “في أيام الدراسة كان يلفتني كتاب التاريخ الذي كان يحمل اسم “المختصر في التاريخ”، ولا أعلم لماذا سمي بالمختصر. كان يجب أن يسمى “الكامل في التاريخ”، لأن التاريخ الكامل هو الذي يوصلنا إلى حقيقة شاملة. وفي المقابل، كان اسم كتاب الجغرافيا “المفيد في الجغرافيا”، هل هذا يعني أننا يجب أن نستفيد من الجغرافيا ونختصر التاريخ”؟
ووجه “نصيحة إلى الأجيال الناشئة”، فقال: “نريدكم أن تبقوا في لبنان، وأؤكد أننا كمسؤولين سنعمل بالفعل وليس بالتنظير على هذا الموضوع. ولكن عليكم في المقابل أن تساعدونا باتباعكم أنظمة تربوية صالحة في مدارسكم ومع أهلكم. والأهم وفي عصر أصبح كل مواطن إعلاميا، هذه التوصيات من معالي الوزير الرياشي، القائل في كل مناسبة: انتبهوا إلى استعمال وسائل الإعلام، فالإعلام يجب أن يكون هادفا يوصل إلى الحقيقة، وموضوعيا غير متحيز، وفي عصر التواصل الاجتماعي لا جهاز رقابة فيه يضبط كل هذه المساحة الإعلامية الواسعة، على كل فرد منا ومنكم، وقبل أن ينشر أي معلومة أو صورة أو خبر عاجل، أن يمرره على الفلاتر السقراطية الثلاثة: هل الخبر صحيح أم هو إشاعة؟ هل هو جيد؟ وأخيرا هل هذه المعلومة مفيدة؟ فإذا كانت النقاط الثلاث غير متوافرة، كان سقراط يرفض الاستماع إلى الخبر”.
وختم نجم: “معالي الوزير الرياشي يتمنى انطلاقة جيدة لجائزة الأكاديمية العربية”.
الحلو
أما الحلو، فقال: “لا نجتمع اليوم فقط لإطلاق فعاليات الموسم الرابع من مباريات جائزة الأكاديمية العربية، بل للإعلان عن انطلاق خلية أزمة تعالج ما آلت إليه لغتنا الأم، ونحن على مشارف الاحتفال مجددا بها، في يوم اللغة العربية، في الثامن عشر من كانون الأول الجاري. نعم، خلية أزمة. وإلا فماذا نسمي ما تواجهه العربية اليوم، في عصر التشات والقرية الكونية الصغيرة والعولمة”؟
أضاف: “دعونا في حال من التفكر، علنا نتلمس طرف خيط الحل لمعضلتنا في تعليم اللغة العربية وتعلمها. فهل يكون لنا ذلك، من خلال التعليم المحفز على اكتساب المهارات في شكل عام، ما ينسحب أيضا على اللغة العربية، كالمدرسة الخاصة التي أعلن عنها في دبي، والتي تتيح للمتعلم برنامجا للتعليم بدوام جزئي تحت مظلة مشروع “رحال”، الذي يتيح للمتعلمين، فرصة تصميم تجربتهم التعليمية بالطريقة التي يختارونها وفي الوقت الذي يريدونه؟ غير أننا في جائزة الأكاديمية العربية هذا الموسم، سنتيح للمتميزين من أبنائنا، ومن خلال برنامجنا التربوي- التحفيزي، إمكان اختيار الموضوعات كما الفنون التعبيرية التواصلية أو الإبداعية، التي تروق لهم”.
وتابع: “إننا نسعى في جمعيتنا اليوم، إلى تطبيق ما ستطبقه الدول العربية الأخرى، في مجال تفعيل التميز في اللغة العربية، بعد عشر سنوات. إن القيادة الرشيدة في الدول المتقدمة، تركز على الإنسان، فمتى نبلغ في لبنان هذا الرقي؟ والتربية الرشيدة هي التي تمتلك الشجاعة لابتكار الأفكار التي تلبي الاحتياجات الفردية للمتعلمين. والمربي الرشيد هو من يستمع إلى أفكار أبنائه المتعلمين، وتفاعلهم مع الخيارات المتوافرة والإمكانات المستقبلية لتلبية احتياجاتهم في شكل غير مسبوق. والاستراتيجية الرشيدة هي التي تعزز الثقة بين مختلف عناصر المنظومة التعليمية، من أجل تجربة تعليمية أكثر متعة للمتعلمين، ومن خلال نموذج مبتكر”.
وأردف: “لقد أثبتت الدراسات التعليمية أن المتعلمين الذين تتاح لهم فرصة اختيار تجربة التعلم بطرق مختلفة يصبحون منتجين، أفليس هذا مرادنا؟ ومن النظرة إلى التربية من المنظار الشرقي، إلى النظرة إليها من المنظار الغربي، ولنأخذ مثلا على ذلك مشروع “تعزيز تعلم الفرنكوفونية وتعليمها في لبنان”، المدعوم من السفارة الفرنسية، والذي صممه مكتب “اليونسكو” الإقليمي للتربية في الدول العربية- بيروت، وهو يهدف إلى تعزيز جودة التعلم والتعليم باللغة الفرنسية. ما هي مرتكزات هذا التعلم وعلام يقوم؟ إن الفرنكوفونية، وكذلك البكالوريا الدولية (IB) تروجان للقيم العالمية لحقوق الإنسان، ومن خلال ذلك، تعزز مكانة اللغة والثقافة. لقد قرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تخصيص تمويل فرنسي، للمرة الأولى لصندوق “التعليم لا ينتظر”، وتوجيه هذه الأموال إلى لبنان. فهل ثمة مسؤول لبناني يهتم لمكانة اللغة العربية وثقافتها”.
وختم الحلو: “إن اللغة العربية ما وجدت لتكون حاضنة للحقل المعجمي الخاص بالإرهاب والقتل وانتهاك حقوق الإنسان، غير أن أحدا لا يبادر جديا بإزالة هذا التشويه الذي لحق بها. وما يؤكد ذلك أننا في جائزة الأكاديمية العربية، قد أقمنا ثلاثة مواسم زاخرة بعطاءات المتعلمين ولم نلق دعما من أي جهة، لا رسمية ولا خاصة. فلو أسسنا مثلا جمعية لتحسين نسل الخيل، وكنا مدعومين، لوجدنا من يتسابقون لتقديم واجب الدعم لجمعيتنا. فهلا عدلتم أيها المعنيون بين تحسين أصول التربية، وتحسين أصالة الخيل؟.. سامحينا يا لغة الضاد.. إن من يمتلك الإرادة والإصرار سيصل، ونحن لواصلون حتما، وسنحقق كل أهدافنا التربوية”.
ثم عرض الحلو لأنشطة الموسم الرابع، في حضور لجنة التحكيم المؤلفة من النقيب فريد أبو سعيد، الرسامة التشكيلية لينا كيليكيان، الفنانة مايا يزبك، الأديبة حنان رحيمي، الأستاذ ميشال خوري والشاعر رالف يونس. وأدارت المؤتمر الإعلامية والشاعرة ليلى الداهوك.