/

النهار : أي “متراس” بعد الجاهلية ذريعة للتصعيد ؟‎

95 views
37 mins read

رادار نيوز – كتبت صحيفة “النهار ” تقول : مع ان صمت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حيال مجمل التطورات الامنية التي حصلت في الايام الاخيرة عزي الى انتظاره نتائج ‏الاجراءات القضائية، فان ذلك لم يقلص حجم التساؤلات المتسعة عما يمكن ان يكون موقفه مما يخشى ان يكون مخططا مكشوفاً للمضي في ‏تعطيل العهد والولادة الحكومية بابتداع وابتكار الذريعة تلو الأخرى. هذه الانطباعات التي كرستها عملية التوظيف المكشوفة لحادث ‏الجاهلية من خلال المضي في ضخ التحريض على قوى واجهزة امنية من جهة والتشكيك في اجراءات قضائية من جهة أخرى، زادتها ‏قتامة عملية التضليل التي دارت وتدور حول ما سمي انزلاقاً الى حرب اهلية للزعم ان الجهة الاساسية التي تظلل فريق 8 آذار وتوفر ‏الحماية والغطاء له هي التي منعت حصول هذا المحظور القاتل. على هذا الزعم تحديداً ردت مراجع سياسية بارزة معنية بمواكبة ‏التطورات التي حصلت بدعوتها الى العودة الى وقائع مثبتة في مجريات يوم السبت الماضي حين توجهت قوة من شعبة المعلومات الى ‏الجاهلية لابلاغ الوزير السابق وئام وهاب الاجراء القضائي لحضوره أمام التحقيق. 

وتثبت هذه الوقائع بشهادات امنية رسمية ان الجيش ‏اللبناني لم يسجل أي انتشار استثنائي أو غير عادي خلال قيام القوة الامنية بمهمتها بما يستتبع التركيز على أمرين: الاول ان لا الجيش كانت ‏لديه معطيات ومعلومات تشير الى أي خطر استثنائي والا لكان احتاط لها واتخذ كل الاجراءات المناسبة عبر قواه المنتشرة في المنطقة ‏لاحتواء أي خطر غير عادي. والامر الثاني ان قيادة قوى الامن الداخلي لم تطلب مؤازرة الجيش لانها اتخذت الاجراءات القانونية الكاملة ‏التي تقتضيها حالات التبليغ المماثلة ولو انها زادت عديد القوة تحسباً لامكان تمنع وهاب أو قيام المسلحين في منزله باي تصرف مخالف ‏للقانون. ولفتت المراجع الى ان الكلام الذي يكرره “حزب الله” عن فضله منفرداً في منع الانزلاق الى حرب أهلية يبدو أقرب الى التهويل ‏والتضخيم على مجمل الواقع السياسي الداخلي لتوظيف ما جرى في الجاهلية كما انه ينطوي ضمناً على تشكيك شامل في كل المراجع ‏الدستورية والقوى السياسية الداخلية وقدرتها وارادتها منع أي عودة الى العبث بالسلم الاهلي، كما تضمر تشكيكاً في قدرات الجيش والقوى ‏والاجهزة الامنية في حماية الاستقرار والسلم الاهلي‎.‎
‎ ‎
وفي ظل هذه المعطيات بدأت الاوساط المعنية تطرح تساؤلات استباقية عما ستكون طبيعة “المتراس التالي” بعد “متراس الجاهلية” الذي ‏يجري توظيفه وتضخيمه الآن لاستكمال مخطط التعطيل والفراغ والضغط لاهداف بات من الصعوبة الكبيرة عزلها عن اهداف اقليمية ‏أوسع وأعمق من الاطر الداخلية، وتاليا هل صار أي مسلك محتمل لاستئناف الجهود الايلة لتخطي عقد تأليف الحكومة بحكم المقفل سلفا؟
‎ ‎
في أي حال، لم تخرج نتائج التحقيقات التي بدأت أمس والتي وضع يده عليها القضاء العسكري عن مجمل هذه الخلاصات والاجواء، علماً ‏ان التحقيق يتركز على معرفة مطلقي النار الذين تسببوا بمقتل محمد ابو ذياب وهل كان هناك عصيان مسلح في وجه القوة الامنية. وتشير ‏التحقيقات الى ان ما بين 15 و20 مسلحاً كانوا متورطين في الحادث بينهم أبو ذياب الذي سقط برصاص هؤلاء المسلحين وان مختار البلدة ‏كان طلب منهم الانسحاب لدى وصول القوة الى المنزل لكن اطلاق الرصاص حصل من جوانب عدة لم يكن منها مكان تمركز القوة الامنية ‏التي لم يطلق افرادها أي طلقة‎.‎
‎ ‎
‎”‎حزب الله” و”المستقبل‎”‎
مع ذلك، توالت الاتهامات الضمنية والعلنية المواكبة لتقديم التعازي في الجاهلية التي شهدت أمس حركة كثيفة لوفود من قوى 8 آذار كان ‏ابرزها وفد من “حزب الله” وآخر يمثل الوزير طلال ارسلان الى وفد يمثل “التيار الوطني الحر”. وقال نائب رئيس المجلس السياسي ‏لـ”حزب الله” محمود قماطي الذي رأس وفد الحزب الى الجاهلية، “يهمنا ان يبقى هذا الجبل هادئاً وآمناً ومتعايشاً ولا نشجع ولا ندعم ولا ‏نوافق على أي فتنة لا في الجبل ولا في الوطن على كل المستويات”. لكنه اعتبر ان “القوة التي جاءت بهذه الطريقة الى الجاهلية وبهذا ‏التسليح والحجم لم يكن هدفها التبليغ بل أكبر من ذلك وكان القرار خاطئا ويمكن ان يؤدي الى فتنة وهو فعل موضوع تشكيك حول النية ‏والاهداف منه”. ووصف وهاب بانه من “اركان المقاومة‎”.‎
‎ ‎
في المقابل، مصدر بارز في “تيار المستقبل” تعقيباً على كلام “حزب الله” عن منعه للفتنة “إن التهويل على اللبنانيين بممارسة التدخل لمنع ‏وقوع حرب اهلية، هو تهويل في غير مكانه، هدفه التغطية على أساس الجرم الذي ارتكبه المدعو وئام وهاب بالتعدي على الكرامات، ‏وكذلك التغطية على جرم العصيان وتصدي السلاح غير الشرعي للقوى الامنية الشرعية، ما تسبب بمقتل الشاب المرحوم محمد أبو ذياب”. ‏واضاف: “إن المسؤولية أولاً وأخيراً تقع على السلاح المتفلت والخارجين على القانون، وليس على القوى الامنية التي كانت على أعلى ‏درجات التحلي بالمسؤولية وضبط النفس‎”.‎
‎ ‎
‎”‎اللقاء الديموقراطي” وجنبلاط
وحدد “اللقاء الديموقراطي ” عقب اجتماع عقده مساء برئاسة النائب تيمور جنبلاط وفي حضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد ‏جنبلاط موقفه من التطورات الاخيرة، فلفت الى ان ” الدولة بدأت تفقد هيبتها، وتضعف صورتُها في ظل تفاقم الأزمات السياسية ‏والإقتصادية، ما فتح الباب واسعاً أمام التدخلات وتصفية الحسابات، وتمرير الرسائل الأمنية لتحقيق أهدافٍ معروفةٍ ومكشوفة‎”.‎
‎ ‎
وتحدث عن “التفلت والخروج عن أصول التخاطب واللياقات من البعض، وتخطي القوانين والقيام بمظاهر وممارسات أدّت إلى توتير ‏الأجواء وإراقة الدماء، وهذا ما حذرنا منه مراراً، فكان ضحيتها المرحوم محمد أبو ذياب، وبالمناسبة نتقدم من أبناء الجاهلية عموماً ومن أسرة ‏المغفور له خصوصاً بأحر التعازي”. وجدد الدعوة الى كل القوى السياسية “لمراجعة مواقفها والتعقل من أجل مصلحة لبنان والسلم ‏الأهلي، وان يحتكم الجميع الى الدولة وحدها وإلى القانون كوسيلةٍ وحيدة لحفظ حقوق المواطنين والحفاظ على السّلم الأهلي.”. وقرر ‏الشروع في جولة إتصالات بدءاً بالكتل النيابية والقوى السياسية، كما دعا إلى عقد جلسة إستثنائية لمجلس النواب لمناقشة الأوضاع العامة ‏في البلاد وتحديد المسؤوليات والدفع في اتجاه اتخاذ الخطوات الإنقاذية المطلوبة‎.‎
‎ ‎
وليلاً كتب وليد جنبلاط عبر “تويتر”: “الى الرفاق والمناصرين. هناك كالعادة سلسلة من الاخبار الغريبة والمحرضة. أوضح ان التنسيق ‏مع “حزب الله” منتظم كالعادة بالرغم من تفاوت في وجهات النظر في بعض الامور. أما في ما يتعلق بما جرى في الجاهلية فإنني اتقدم ‏بالتعازي بالشهيد محمد أبو دياب، وكلنا في خدمة أمن الجبل ايا كانت الخلافات‎”.‎

Previous Story

الأخبار : حزب الله: أرادوا قتل وهّاب‎!‎

Next Story

الجمهورية : الأزمة تتفاقم ولا مبادرات…… ودعوات تستعجل الحكومة وتحذيرات من المخاطر

Latest from Blog