/

الديار : هكذا منع حزب الله ” الحرب الأهلية ” … هدف العملية سقوط وهاب ” قتيلا ” ؟ نصرالله طمأن الجاهلية وللمتورطين : “لا تلعبوا بالنار” وسنمنع تدمير البلد

99 views
71 mins read

رادار نيوز – كتبت صحيفة “الديار ” تقول : لا تزال تداعيات “غزوة” الجاهلية تطغى على المشهدين السياسي والامني في البلاد بعد ان كادت “سوء النوايا” او “سوء التقدير” من قبل ‏من اعطى الاوامر للقوة الضاربة في فرع المعلومات بتنفيذ هذه المهمة، التي تودي بلبنان الى حرب اهلية، عمل حزب الله وحيدا في تلك ‏الساعات العصيبة على “سحب فتيل” التفجير، ومنع التمادي بهذا الخطأ الفادح بعد ان غاب الجميع عن “السمع”، وكانت الرسائل في عدة ‏اتجاهات، واحدة من قبل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله للوزير وئام وهاب بأنه “غير متروك” ولن يتم السماح باستهدافه، اما ‏الرسائل الاخرى فكانت شديدة “القسوة” لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، واللواء عماد عثمان، ومدعي عام التمييز القاضي سمير ‏حمود، وقد اثمر “الضغط” تراجعا عن تنفيذ العملية التي يتم التحقيق جديا من قبل اكثر من طرف في اهدافها الحقيقية بعدما توافرت ‏معطيات جدية عن وجود مخطط “مرسوم” بعناية لافتعال مواجهة قرب منزل وهاب حيث من المفترض ان يسقط “قتيلا” في مواجهة ‏مسلحة تضيع فيها المسؤوليات، وكل ذلك حصل في توقيت “مريب” جاء بعد عودة السفير السعودي الى بيروت بعد ترقيته، والزيارة ‏المفترضة لقائد المنطقة الوسطى في الجيش الاميركي جوزف فوتيل الى بيروت‎.‎
‎ ‎
‎ “‎نقطة على السطر”..؟
‎ ‎
ففيما كانت جميع القوى السياسية “خارج السمع” وتراقب ما يجري على الارض، وفيما كان النائب السابق وليد جنبلاط يمنح العملية الغطاء ‏الدرزي المطلوب من بيت الوسط، اكد مصدر قيادي مسؤول في حزب الله لـ”الديار” ان الحزب كان الجهة الوحيدة التي تدخلت ورفعت ‏الصوت عاليا لمنع البلاد من الانزلاق الى حافة الحرب الاهلية في الجاهلية، وكان تدخله المباشر من خلال الضغط على رئيس الحكومة ‏سعد الحريري، وفرع المعلومات، والقضاء حاسما في وقف العملية قبل ان تخرج الامور عن السيطرة. وقد ابلغ الحزب كل هؤلاء انه ‏يرفض استخدام القضاء لغايات سياسية، ويرفض ايضا استخدام الاجهزة الامنية بهذا المستوى من اللامسؤولية من قبل السلطة السياسية، ‏وكانت “رسالة” الحزب واضحة ودون اي التباس او مواربة، ومفادها: نحن نوفر مظلة أمان كبيرة للوزير وئام وهاب، ولن نسمح اطلاقا ‏باستفراده كما استفراد اي من حلفائنا، “ونقطة على السطر‎”…‎
‎ ‎
وقائع الاتصالات “الساخنة‎”..‎
‎ ‎
وفي الوقائع، باشرت قيادة الحزب الاتصالات “الساخنة” منذ تحرك “القوة الضاربة” الى الجاهلية، فتولى الحاج حسين خليل الاتصال ‏برئيس الحكومة، فيما تولى الحاج وفق صفا الاتصال بالعماد عماد عثمان، ومدعي عام التمييز سمير حمود، وكانت الرسالة شديدة اللهجة، ‏حيث تم ابلاغ الاطراف الثلاثة ان ما يحصل خطير جدا، وسياخذ البلاد الى عواقب وخيمة، ونقل صفا رسالة واضحة من حارة حريك ‏لعثمان ومفادها: “لا تلعبوا بالنار لاننا سنمنعكم بكافة الوسائل من اخذ البلاد الى حرب اهلية”.. وكان واضحا منذ البداية ان عثمان وحمود ‏لم يكونا راضيين عن تنفيذ العملية لكنهما رضخا لضغط سياسي من الرئيس المكلف الذي لم تعرف حتى الان خلفيات قراره، وما اذا كان ‏فقط النائب السابق وليد جنبلاط هو من اقنعه بان هذه العملية ستمر دون خسائر..لكن الضغوط استمرت لتجنب الاسوأ قبل وصول الدورية ‏الى الجاهلية، لكن بقيت الاوامر على حالها، فتصاعدت حدة التوتر، ومعها تصاعدت حدة “الرسائل”، وعندما وصلت القوة الى محيط ‏الجاهلية، اقتنع آمر الدورية بان ما كان يحكى “عبر الهاتف” ليس مجرد “تهويل”، فابلغ قيادته بخطورة ما يحصل، فكان قرار رئيس ‏الحكومة التراجع عن قراره وانتهت الامور باقل ضرر ممكن‎…‎
‎ ‎
علما ان المعلومات تفيد بان الرئيس ميشال عون لم يأمر بها، لكنه اطلع عليها بعد وقوع الاحداث وبدأ بتلقي التقارير من قيادة الجيش لحظة ‏بلحظة، واعطى توجيهاته بضبط الوضع كي لا يؤدي الى فتنة ومشاكل، لان الرئيس عون ومن خلال عمله العسكري يعرف كيفية تحريك ‏القوات ومن خلال الاوامر ابعد القوى المنتشرة عن بعضها وامرها بالانسحاب وفك الطوق عن الجاهلية، وانهى الامور قبل ان تتصاعد ‏الاشكالات وسقوط قتلى وجرحى، ولو سقط 20 قتيلاً من الجاهلية عندها سينقل التوتر الى كل الشوف لانه تم اقتحام بلدة مسالمة ليس فيها ‏ثكنات عسكرية ولا مراكز لداعش بهذه القوة من الآليات المحملة بالرشاشات والقناصة والمصفحات‎.‎
‎ ‎
‎ ‎اسئلة “حائرة”..؟
‎ ‎
وفي هذا الاطار، لا يوافق الحزب على المس بالكرامات والاساءة الى الرموز من اي جهة كانت وابلغ الجميع انه ياسف للانحدار الكبير ‏الذي حصل في الخطاب السياسي والاعلامي خلال الاسبوع الماضي من جميع الاطراف، ولكن ما قام به الوزير وئام وهاب هو في ‏اقصى الاحوال جريمة قدح وذم، وهذا الامر يتم متابعته عبر القضاء المختص. وتتساءل الاوساط القيادية في حزب الله، هل الذي ارسل هذه ‏الدورية كان يعلم بالمحاذير السياسية والطائفية القائمة في البلد؟ هل كان يعرف اين يمكن ان تؤدي الامور؟ هل كان يدري ان الامور كانت ‏ذاهبة الى فتنة في الجبل؟ وربما فتنة طائفية في البلاد؟ اذا كان من سهل وامر واوعز لا يعرف بذلك فتلك مصيبة، اما اذا كانت هناك نية ‏مبيتة بالجريمة فذلك سيكون امرا في غاية الخطورة؟
‎ ‎
‎ ‎هل كان الهدف “مقتل” وهاب؟
‎ ‎
ووفقا لمعلومات “الديار” فان ما جرى في الجاهلية يخضع الان بشكل جدي وعلى اعلى المستويات للمتابعة، والتدقيق للوصول الى اجوبة ‏حاسمة، لان تلك الاجابات على درجة كبيرة من الاهمية، وسيبنى عليها الكثير في المقبل من الايام. وبحسب اوساط معنية بهذا الملف، فان ‏الطريقة التي تم التعامل بها مع هذه القضية، اي ارسال 40 آلية ومئة عسكري وضابط خارج الدوام الرسمي بعد ظهر يوم السبت، لم يكن ‏الهدف منه تبليغ الوزير وهاب اي مذكرة احضار او جلب بحقه، وثمة معلومات يجري تتبعها وهي تشير الى ان الهدف المضمر لهذه العملية ‏كان القتل العمد عن طريق افتعال اشتباك داخل المنزل وفي محيطه بحيث يؤدي هذا الاشتباك الى اطلاق نار متبادل يقتل خلاله وئام ‏وهاب، وعندها سوف يتم تصوير الامر على انه قتل عرضي حصل خلال المواجهات المسلحة، وبعد ذلك سيتم تقاذف المسؤوليات ‏والاتهامات حول مرتكب الجريمة ثم يجري لفلفة الموضوع لاحقا‎.‎
‎ ‎
‎ “‎توقيت” عملية الجاهلية “مريب‎”‎
‎ ‎
ولم تخف تلك الاوساط قلقها ازاء خلفيات ما حدث في الجاهلية لجهة ارتباط التوقيت بعودة السفير السعودي الوليد البخاري الى بيروت بعد ‏ترقيته من رتبة قائم بالاعمال، وهو حمل معه “تعليمات” جديدة من القيادة السعودية الى الحلفاء في بيروت مفادها ان المملكة “بخير” ولا ‏داعي للقلق ازاء الضغوط الدولية المرتبطة بقضية جمال خاشقجي، ولذلك لا داعي للقلق لان الملك سلمان وولي العهد لن يتخليا عن ‏لبنان… اما الاخطر برأي تلك المصادر فهو تدبير هذه العملية على “عجل” ودون عمق تفكير ازاء مخاطرها الداخلية عشية ما حكي عن ‏زيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال جوزف فوتيل الى بيروت، ووفقا للمعلومات فان رئيس الحزب التقدمي ‏الاشتراكي الذي “طبخ” العملية مع الرئيس سعد الحريري ارادا من خلالها استدراج الاهتمام الاميركي بالداخل اللبناني في ظل عدم اكتراث ‏الادارة الاميركية “وتطنيشها” عن الساحة اللبنانية، وهذه العملية “الرسالة” لو نجحت لكانت بمثابة “الهزة” المطلوبة لافهام ادارة ترامب ‏ان الحلفاء في بيروت يستطيعون “التحرك”، ويجب عدم ترك الساحة لايران والنظام السوري، حيث يعيش جنبلاط راهنا “فوبيا” عودة ‏دورهما “الثقيل” الى الساحة اللبنانية‎.‎
‎ ‎
‎ ‎هل تسعى الرياض الى “الفتنة”؟
‎ ‎
وتذكر تلك الاوساط، انه في العام الماضي في مثل هذه الايام، كان الرئيس المكلف سعد الحريري معتقلا في السعودية، وكانت تعليمات محمد ‏بن سلمان وتامر السبهان واضحة لاكثر من جهة في الداخل لدفع البلاد الى حافة الحرب الاهلية عن طريق الايحاء بان الحريري بصفته ‏رئيس الحكومة السني استقال بسبب الاجواء الطائفية في لبنان، وكانت التعليمات واضحة الى عدد من العلماء لالقاء خطب تحريضية تؤدي ‏الى فتنة بين السنة والشيعة، وقد تم وأد الفتنة عن طريق التدخل العاقل والحكيم لرئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه ‏بري وحزب الله حيث جرى العمل سويا من اجل عودة الرئيس الحريري الى البلاد، وهذا ما جنب لبنان الوقوع في حرب اهلية مدمرة… ‏فهل عادت “حليمة الى عادتها القديمة”؟
‎ ‎
‎ ‎الرابحون.. والخاسرون ..؟
‎ ‎
والى ان تتضح خلفيات هذه الاحداث، ترى تلك الاوساط ان حزب الله خرج اكبر المنتصرين لانه منع حربا اهلية في البلاد واثبت مرة جديدة ‏انه لا يتخلى عن حلفائه مهما بلغت تعقيدات الامور وصعوباتها، وهو من خلال تدخله لحماية وهاب من “التعسف” في استخدام السلطة، ‏اثبت انه يضع الوفاء والالتزام مع حلفائه على مستوى اعلى من السياسة.. في المقابل فان اكبر الخاسرين رئيس الحكومة المكلف الذي اثبت ‏انه “متهور” وذكر الجميع بمغامرات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “الطائشة”، اما ثاني اكبر الخاسرين فهو النائب السابق وليد ‏جنبلاط الذي اخفق مجددا من خلال حساباته الخاطئة، فبعد النتائج الانتخابية التي حققها الوزير وئام وهاب، والموقف الشجاع الذي وقفه ‏عقب احداث الجاهلية مدعوما من حزب الله، عزز حيثيته الشعبية في منطقته وكسر “الآحادية” الدرزية، وبات رقما صعبا في المعادلة داخل ‏الجبل، والعمل يجري الان على قدم وساق لانشاء تحالف عريض يضم كل القوى الدرزية الوطنية من الوزير طلال ارسلان الى الوزير ‏وهاب والحزب السوري القومي الاجتماعي وفيصل الداوود، ومن المفيد التذكير انه لم يكن ليعود الحديث عن “لم الشمل” بين هذه القوى ‏لولا ارتكاب جنبلاط هذا “الفول” الذي ظهر من خلاله انه “يستبيح” دماء الدروز لمصالح سياسية ضيقة‎.‎
‎ ‎
‎ “‎الاشتراكي” عند حزب الله اليوم‎..‎
‎ ‎
وفيما يفترض ان يلتقي وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة غازي العريضي المعاون السياسي للسيد نصرالله الحاج حسين خليل بعد ‏ظهر اليوم، لبحث تداعيات ما حصل في الجاهلية، وجه النائب السابق وليد جنبلاط رسالة “تهدئة” الى “الرفاق والمناصرين” عبر تويتر ‏وقال: هناك كالعادة سلسلة من الاخبار الغريبة والمحرضة. واوضح ان التنسيق مع حزب الله منتظم كالعادة بالرغم من تفاوت وجهات ‏النظر في بعض الامور.. اما في ما يتعلق بما جرى في الجاهلية فانني اتقدم بالتعازي بالشهيد محمد ابودياب. وكلنا في خدمة امن الجبل ايا ‏كانت الخلافات‎.‎
‎ ‎
‎ “‎التيار” واولوية الحكومة‎ …‎
‎ ‎
من جهتها شددت اوساط التيار الوطني الحر على ضرورة ان تاخذ الامور مجراها القانوني الطبيعي في حادثة الجاهلية وهي تفضل ‏التركيز على إنجاح مبادرة الوزير جبران باسيل الحكومية الان لاخراج البلاد من المازق الراهن.. وهي في هذا السياق تشدد تلك الاوساط ‏على ضرورة التهدئة، وقد نقل وفد “التيار” الذي زار الجاهلية لتقديم العزاء “رسائل” بهذا الخصوص الى مختلف المرجعيات الدرزية في ‏الجبل، وقد اكد وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال طارق الخطيب، انه حمل “رسالة تعزية من رئيس التيار الوزير جبران باسيل، ‏الى رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب”، وقال: “ان أي شهيد يسقط في الجبل هو خسارة للجبل ولبنان ولكل اللبنانيين وليس فقط ‏لعائلته وبلدته‎”.‎
‎ ‎
والمحت مصادر “التيار” الى ان المسار على الصعيد الحكومي يوحي بالايجابية خصوصا ان بعض الافكار ومنها حكومة 32 لم تلق اي ‏رفض بعد من اي طرف سياسي وهي لا تزال قيد الدرس… وقد التقى الوزيرباسيل النائب وائل ابوفاعو بالامس ويعمل الان على خط ‏التهدئة الدرزية – الدرزية‎.‎
‎ ‎
‎ ‎حزب الله في الجاهلية‎..‎
‎ ‎
وكان نائب رئيس المكتب السياسي في حزب الله محمود قماطي الذي ترأس وفد حزب الله الى الجاهلية قد اكد أن “الاستقرار في لبنان ‏والجبل هدف أساسي وسياسة ثابتة بالنسبة لنا ويهمنا أن يبقى الجبل آمنا ولا نوافق على أي فتنة لا في الجبل ولا في الوطن”. واعتبر أن ‏‏”هدف القوة التي دخلت الجاهلية لم يكن التبليغ بل كان أكبر من ذلك، وهذا التصرف كاد ان يؤدي الى فتنة ومجزرة”، وأضاف أن على ‏القضاء والقوى الامنية أن يبقوا “خارج التسييس والكيدية السياسية”. وفي سياق آخر، اوضح أن “محور المقاومة انتصر في المنطقة، أما ‏في لبنان فنحن لا يمكن أن نتعاطى بمنطق المهزوم والمنتصر بل نتعاطى على قاعدة الشراكة‎”.‎
‎ ‎
وهاب سيزور ارسلان
‎ ‎
من جهته قال رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب ان “تاريخ حزب الله كله وفاء ووفد الحزب حمل ما يجب أن يحمله الينا”. وسخر ‏قائلاً لم يكن ينقص فرع المعلومات الا ان يحضر معه “منشار” الى الجاهلية. واضاف “لم أتعرض أبدا لرفيق الحريري أما بالنسبة لسعد ‏الحريري فما الخطأ في أن يكون لي موقف معارض له؟ وقد اعلن وهاب عقب زيارة وفد من الحزب الديمقراطي الى الجاهلية انه سيزور ‏النائب طلال ارسلان عقب الانتهاء من واجب التعزية… وقد طالب موكله المحامي معن الاسعد تنحي القاضي سمير حمود وطالب بشكل ‏رسمي نقل القضية الى محكمة المطبوعات

Previous Story

اللواء : ‎مَنْ يَلجُم “التهُّور السياسي”.. بعد احتواء ذيول الجاهلية؟ ‎8 ‎آذار تتراجع عن صيغة تسوية العقدة الدرزية.. وجنبلاط يغازل حزب الله. . والملف الأمني أمام القضاء

Next Story

الشرق : توسيع الحكومة الى 32 هل يأتي بالحل؟ ‎

Latest from Blog

لا تصيبكم الحيرةُ فالحياة بمجملِها أصبحت مفارقات       بين التثقيف والتضليل   نشهد في