/

الجمهورية : مشاورات رئاسية لكسر الجمود.. وأفكار بالجملة قيد الدرس .. و”حزب ‏الله” في بعبدا اليوم

184 views

رادار نيوز – كتبت صحيفة “الجمهورية ” تقول : مشروع وعد جديد بتشكيل الحكومة قبل آخر السنة، وإذا أُمكن قبل عيد ‏الميلاد، يجري طبخه على حلبة التأليف. وأما مكونات هذه الطبخة، ‏فكناية عن مجموعة من الافكار التي يقول معدّوها، بأنّها قابلة لأن تشكّل ‏السنّارة السحرية لاصطياد الحكومة من بحر التعقيدات والتعطيل، الذي ‏غرقت فيه لما يزيد عن ستة اشهر. لكن ما رشح عن هذه الأفكار لا ‏يؤشر الى أنها من النوع الذي يمكن ان يعجّل بولادة الحكومة‎.‎ 

قرّر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كما هو واضح، ان يُمسك بطرف هذه السنّارة، ‏معوّلا على مشاورات أطلقها في الساعات الماضية، لعلّه يجد من يشاركه من المعنيين ‏بعقدة تمثيل سنّة 8 آذار، في محاولة صياغة تفاهم وبلورة مخرج يؤدي الى بلوغ الصيد ‏الحكومي الثمين في اقرب وقت ممكن، فيكون بمثابة عيدية تُقدّم الى اللبنانيين في فترة ‏الاعياد. فعقد لهذه الغاية لقاءين وصفا بالايجابيين مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ‏والرئيس المكلّف سعد الحريري، على ان يستكمل مشاوراته اليوم بلقاء وفد من “حزب ‏الله‎”.‎ 

وفي معلومات لـ”الجمهورية” أن مبادرة رئيس الجمهورية التي بدأها مع كل من بري ‏والحريري هي مبادرة جدية ومسؤولة وأنه سيواصلها اليوم‎.‎ 

وذكرت المعلومات ان عون سيلتقي قيادات من “حزب الله” ومختلف الكتل والقوى ‏السياسية ساعياً الى تقريب وجهات النظر وبلورة الحلّ ما يسهم في توليد تشكيلة حكومية ‏مقبولة يلتفّ حولها الجميع. ويظهر حتى الان، وفق المعلومات، أن لا مؤشرات لصيغة محدّدة ‏بل مجموعة طروحات يفترض أن تأخذ طريقها الى النقاش بين المعنيين‎.‎
وفيما لم تستبعد مصادر معنية بالملف الحكومي إمكان ان تشمل مشاورات رئيس الجمهورية ‏نواب “اللقاء التشاوري” وشخصيات اخرى، لوحظ انه حتى يوم امس ، لم يكن ملحوظاً في ‏هذه المشاورات اي لقاء لرئيس الجمهورية مع النواب الستة ، الذين اكّدت اوساطهم ‏لـ”الجمهورية”: “انّ زيارة اي منهم الى عين التينة واردة في اي وقت بعد زيارة بري الى ‏بعبدا‎”.‎ 

تكتم
وعلى ما يبدو، انّ تفاهماً رئاسياً واضحاً قد تمّ حول إبقاء الافكار المطروحة على مائدة ‏المشاورات الرئاسية طي الكتمان. وكان لافتاً في هذا السياق مغادرة بري اللقاء مع رئيس ‏الجمهورية من دون الإدلاء بتصريح، مكتفياً برفع يديه الى الاعلى بالدعاء‎.‎
فيما ردّ الحريري على اسئلة الصحافيين، وقال: “لندع فخامة الرئيس يقوم بمشاوراته وعند ‏عودتي من السفر سنكمل ما بدأناه‎”.‎ 

بري
وأبلغت دوائر قصر بعبدا “الجمهورية” ، انّ عون وبري تشاورا في موضوع التأليف، واستعرضا ‏العِقد التي استُجدت بالتفصيل، وكيفية فكفكتها بعدما تعثرت المبادرة التي قادها وزير ‏الخارجية جبران باسيل في الأسبوعين الماضيين، والتي لم تنته الى النتائج التي ارادها‎.‎ 

وآثر الرئيس بري عدم الدخول في التفاصيل، مكتفياً بالقول لـ”الجمهورية” انّ “البحث تناول ‏ما يقوم به رئيس الجمهورية للتسريع في ملف الحكومة، عرضنا مجموعة من الافكار، وانا من ‏جهتي تقدّمت بمجموعة افكار، نأمل في نهاية المطاف ان نصل الى تحقيق الغاية المرجوة، ‏وهي تأليف الحكومة في اسرع وقت”. كما ان الرئيس المكلّف حرص على عدم الخوض في ‏تفاصيل الافكار، الا انه اشار الى انّ الوصول الى تشكيل الحكومة امر ممكن‎.‎ 

وبحسب معلومات “الجمهورية”، فإنّ الرسالة الرئاسية الى مجلس النواب، ما زالت خياراً ‏قائماً، ربطاً بالحق الدستوري لرئيس الجمهورية في توجيهها الى المجلس، الّا انّها وُضعت ‏على الرفّ ، وصُرف النظر عنها في هذه المرحلة، في انتظار ما ستؤدي اليه المشاورات التي ‏بدأها الرئيس عون. وتمّ البحث في هذه الرسالة، في لقاء النصف ساعة بين عون وبري، ‏ولقاء الساعة والدقائق العشر مع الرئيس المكلّف، وتكوّن ما يشبه القناعة بأنّ مثل هذه ‏الرسالة لن تكون لها اي مفاعيل ايجابية على خط التأليف، بل على العكس يمكن ان تتأتى ‏منها نتائج سلبية، ومن شأنها ان تفتح نقاشاً سياسياً وغير سياسي يبدأ ولا ينتهي‎.‎
وكان واضحاً انّ بري يعتبر انّ لا لزوم لهذه الرسالة في الظروف الراهنة، في ضوء التشدّد ‏الذي عبّرت عنه المواقف المتناقضة من العقدة السنّية المتناقضة على اكثر من خلفية ‏سياسية وغير سياسية‎.‎ 

عون والحريري
وتضيف المعلومات، بأنّ مواقف عون وبري حول مكامن العِقد الماثلة في طريق الحكومة، ‏تقاطعت عند اهمية الاستعجال في تشكيلها، وانّ رئيس الجمهورية عبّر عن ضيق من الوقت ‏الذي ضاع حتى الآن على طريق التأليف، من دون الوصول الى توافق على حكومة. فيما ‏اعتبر رئيس المجلس، انّ من الضروري التوقف عن نزيف الوقت وكذلك وقف النزيف الاقتصادي ‏الذي يتفاقم ويستنزف كل فئات الشعب اللبناني، وتشكيل الحكومة هو العامل الاساس في ‏وقف هذا النزيف‎.‎ 

وتشير المعلومات، الى انّ اللقاء بين عون والحريري، سادته بعض التوضيحات التي صدرت في ‏الآونة الاخيرة عن رئيس الجمهورية، وجرى تضخيمها وأُخذت على غير مقصدها من قبل ‏البعض، وعبّر الرئيسان عن حرص مشترك على التعاون معاً، وعلى اهمية بلوغ حكومة في ‏اقرب وقت‎.‎ 

وبحسب المعلومات، قدّم الرئيس عون افكاره الى الرئيس المكلّف، وجرى نقاش في بعضها، ‏على ان يتم درسها في الايام المقبلة، ما يعني انّ الرئيس المكّلف لم يقدّم اجوبة فورية ‏على افكار عون، تاركاً الامور الى ما بعد عودته من السفر نهاية الاسبوع الجاري‎.‎ 

كما تشير المعلومات، الى انّ رئيس الجمهورية كان صريحاً للغاية، عندما عبّر عن ضرورة القيام ‏بأي خطوة من الرئيس المكلّف للخروج من المأزق، مع تشديده على اهمية حماية التكليف ‏الذي ما زال في حوزته، رافضاً التفسيرات التي أُدخلت على موقفه من باب الإستيلاء او ‏الإعتداء على صلاحيات الرئيس المكّلف، وهو كان قد احترمها من قبل وما زال عند موقفه ‏الذي يشاطره فيه حتى المختلفون مع الرئيس الحريري، في إشارة الى موقف “حزب الله” ‏بطريقة غير مباشرة‎.‎ 

رفض التوزير
وفي اللقاء، جدّد الحريري موقفه من رفضه توزير احد اعضاء مجموعة النواب الستة، وعلّل ‏رفضه لفكرة توسيع الحكومة بالشكل المطروح، للأسباب المعروفة والتي ابلغها سابقاً الى ‏باسيل وما زال مصرّاً عليها، وهو لن يقبل بتوليد اعراف لم تشهدها اي عملية تأليف من قبل‎.‎ 

وفي السياق، قالت مصادر مطلعة على افكار عون لـ”الجمهورية”: “واضح انّ رئيس ‏الجمهورية يحاول كسر الجمود في التأليف المعطل، وربما ينجح وربما لا ينجح، ذلك انّ العقدة ‏المستحكمة في طريق الحكومة صعبة جداً، ولا تتطلب افكاراً عادية سبق ان تمّ طرحها ‏ورُفضت، بل تحتاج الى افكار نوعية تعجّل في ابصار الحكومة النور‎”.‎
واذ اوحت المصادر الى انّها لم تلحظ وجود الافكار النوعية، اشارت الى انّ طرح توسيع ‏الحكومة الى 32 وزيراً ما زال قائماً، ورئيس الجمهورية ما زال يتساءل حتى الآن لماذا لا يقبل ‏الرئيس المُكلّف به‎.‎ 

ورفضت المصادر تأكيد او نفي ما اذا كان طُرح ان يتخلى رئيس الجمهورية عن وزير سنّي من ‏الحصّة الرئاسية لصالح توزير احد نواب سنّة 8 آذار، من ضمن الافكار الرئاسية المطروحة في ‏مشاورات رئيس الجمهورية، الا انّها لفتت الانتباه في الوقت نفسه الى انّ هذا الطرح يُعتبر ‏نوعياً‎.‎ 

باسيل
الى ذلك، قالت مصادر الوزير جبران باسيل لـ”الجمهورية”، انّه يؤيّد كل خطوة يتخذها رئيس ‏الجمهورية. رافضةً استباق الأمور والتحدث عن رسالة “لا نعرف مضمونها، وما إذا كان الرئيس ‏قد اتخذ قراره بتوجيهها”. ومُستغربة التسوية بين الطرفين المتنازعين على حساب رئيس ‏الجمهورية، ومتسائلة عن الاصرار في كل مرة على أن تكون التسوية بين هذين الطرفين ‏على حساب رئيس الجمهورية ووفق أي منطق؟ مطالِبة الحريري بالقبول بتمثيل السنّة ‏المستقلّين في الحكومة، عملاً بالقاعدة التي وضعها بنفسه وأصرّ على أن يكون معيارها ‏وعنوانها “الوحدة الوطنية‎”.‎
وفي سياق آخر، لفتت مصادر الوزير باسيل، انّ ما يشغله حاليّاً “هو الوثيقة الخطيرة التي ‏تناقشها الامم المتحدة، ولبنان هو المعني الاكبر بها، لأنّ المسألة أخطر ممّا يتصوّر البعض‎”.‎ 

وكشفت المصادر، أن خلاصة مَساعي باسيل لتشكيل الحكومة استندت على قاعدة أنّ ‏رئيس الحكومة هو أوّل مَن طالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وقد هدف مسعى باسيل ‏الى تلبية رغبة الحريري في هذا الصدد، وبالتالي وضع المعايير التي تُحققها. وتلفت، الى انّه ‏عملاً بهذا المنطق تصبح الكتلة السنّية الناشئة حديثاً كتلة صاحبة حق في التمثيل، ‏موضحة ًانّ المشكلة هي انّ الرئيس الحريري يكسر القاعدة التي وضعها هو، عندما يقول ‏إنّه يريد حكومة وحدة وطنية يُمثّل فيها الجميع بحسب أحجامهم السياسية، ولكن باستثناء ‏النواب السنّة الستة. كما تعتبر تلك المصادر أنّ الفشل في تشكيل الحكومة هو فشل ‏للجميع، وليس للحريري فقط”‎ 

‎”‎الكتائب” والحريري
على صعيد آخر، لوحظت امس زيارة قام بها رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الى ‏بيت الوسط والتقى الرئيس الحريري‎.‎
وعكست مصادر بيت الوسط لـ “الجمهورية” الأجواء الإيجابية التي شهدها اللقاء بين ‏الحريري والوفد الكتائبي، ولفتت الى انّ الحريري رحّب بالوفد وشكره على موقفه المتضامن ‏معه، رغم دعوته الى حكومة من الإختصاصيين لقطع الطريق وانهاء ازمة الحصص الحكومية. ‏واصرّ الحريري على توديع الجميل والوفد الى الباب الخارجي‎.‎
وفي الوقت الذي اكّدت فيه مصادر بيت الوسط على القول، انّ تصريح الجميل عكس بأمانة ‏ما شهده اللقاء في جانب كبير منه، علمت “الجمهورية” انّ الجميل اكّد خلال اللقاء على ‏دعم الحزب للحريري في مهمته، متمنياً عليه الإسراع بتشكيل حكومة الاختصاصيين ‏بالسرعة التي تقتضيها المخاوف من الأزمات المنتظرة ولا سيما على المستوى الإقتصادي، ‏والتي تهدّد بتقويض ما أُنجز الى اليوم من استقرار نقدي ومالي وتفاقم الأزمة الإقتصادية ‏التي بدأت تنعكس كلفة عالية لحماية سعر الليرة وعدم توفر العملات الصعبة في الأسواق ‏بالشكل الذي كان قائماً من قبل‎.‎ 

ماي
على صعيد آخر، سيكون في جدول اعمال زيارة الرئيس سعد الحريري الى بريطانيا لقاء مع ‏رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي‎.‎
يُذكر انّ زيارة الحريري تتزامن مع نقاشات مجلس العموم البريطاني حول اتفاق “بريكست”. ‏وقد اعلنت ماي امام مجلس العموم أمس تأجيل التصويت على الاتفاق الذي كان مقرراً ‏امس، بسبب الانقسامات العميقة في صفوف النواب الذين هدّدوا برفضه‎.‎
وقالت ماي: “سنؤجّل التصويت”، مشيرة إلى معارضة النواب بشكل خاص، للحل الذي تمّ ‏التوصل إليه لمنع عودة الحدود فعلياً بين إقليم ايرلندا الشمالية وجمهورية ايرلندا، المعروف ‏باسم “شبكة الامان‎”. ‎

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

Previous Story

البناء : خيبة فرنسية من كلام ماكرون…

Next Story

قوى الأمن: توقيف 108 مطلوبين بجرائم مختلفة أمس ‏

Latest from Blog

توقيف تسع خلايا داعشية

تقوم وحدات الجيش ومديرية المخابرات فضلاً عن بقية الأجهزة المعنية بسلسلة من العمليات الاستباقية التي مكّنتها