رادار نيوز – نظم مركز الأبحاث – مختبر علم النفس الاجتماعي في معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية، برعاية رئيس الجامعة البروفسور فؤاد أيوب، مؤتمرا علميا بعنوان: “الأولاد والمراهقون في مجتمع متغير – أية معايير؟”، وأشرفت على تنظيمه الدكتورة رجاء مكي.
حضر المؤتمر الذي تزامن مع العيد الستين للمعهد، الى أيوب، كل من الوزيرة السابقة منى عفيش، عميدة معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية الدكتورة مارلين حيدر، المدير العام للوكالة الجامعية الفرنكوفونية في الشرق الأوسط هيرفيه سابوران، نائبة رئيسة نقابة المعالجين والمحللين النفسيين في لبنان الدكتورة ريتا الشباب، رئيسة مركز الأبحاث في معهد العلوم الاجتماعية الدكتورة مهى كيال، مسؤولة العلاقات الخارجية في الجامعة اللبنانية الدكتورة زينب سعد، رفقا معلوف غزال ممثلة رئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة، وعدد من العمداء والمديرين والأساتذة وممثلي الجمعيات وهيئات المجتمع المدني.
بعد الكلمة الترحيبية بالحضور المحلي وبالضيوف الفرنسيين المتخصصين التي ألقتها آنا عازار، تحدث سابوران فلفت إلى “أننا نعيش في عالم مليء بالاضطرابات والتطورات النظامية في مواجهة المجتمعات المعاصرة المتغيرة”.
وقال:”إن السؤال الذي يطرح نفسه في المكان المخصص لشباب اليوم، هو عن الطريقة التي تؤخذ بها تطلعاتهم وشهواتهم في الاعتبار والطرق الارتباطية الجديدة التي يحتفظ بها الأطفال والمراهقون سواء في بيئتهم الاجتماعية أو العائلية”.
من جهتها، أشارت الدكتورة هدى داغر، ممثلة Espace Analytique في لبنان، إلى أن “إنشاء رابطة للتحليل النفسي في لبنان يمثل تحديا حقيقيا في مجتمع يفضل فيه معظم الناس العلاجات الأخف والأسرع والتي لها فوائد في تحسين الأعراض”.
ولفتت إلى أن “المساحة التحليلية في لبنان تحتاج الى أن تكون جمعية للبحث العلمي والتدريب والتحويل النفسي في مجتمع ديناميكي يشجع على تعددية الخطابات والمبادلات السريرية التي ستكون جزءا من الشبكة الدولية للمساحة التحليلية”.
واعتبرت نائبة رئيسة نقابة المعالجين والمحللين النفسيين في لبنان الدكتورة ريتا الشباب أن “مهنة العلاج النفساني في لبنان تحتاج إلى مساعدة مطمئنة وثابتة للباحثين عن العلاج وللأشخاص في التدريب”، مشددة على “ضرورة حماية المهنة وضمان حقوق الطبيب النفساني ومرضاه”.
أما رئيسة مركز الأبحاث في معهد العلوم الاجتماعية الدكتورة مهى كيال فتحدثت في كلمتها عن “التغير اللاحق بالبيئة الإجتماعية التي نعيش فيها اليوم بسبب التطور التكنولوجي والانفتاح الثقافي المعولم”.
وأضافت: “أول تعليم علينا النجاح فيه هو كيف نغير لغتنا تجاه هذه الفئة التي ستمتلك مقدرات الغد، كيف نتعلم الدخول في عالمها لنتشارك وإياها في تحمل مسؤولية المستقبل”.
وخلال المؤتمر، ألقت عميدة معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية الدكتورة مارلين حيدر كلمة اعتبرت فيها أن “ما نواجهه اليوم من مشاكل اجتماعية وثقافية واقتصادية ينبئ بأن الغد سيكون أصعب، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن العلوم الاجتماعية بشقيها المعرفي والمهني تعد بمستقبل مستدام، خصوصا أننا بتنا نفكر بالمجتمع وحاجاته وبتوليد طاقاته لنحفظ لأبناء الغد بيئة تليق بهم”.
واختتم أيوب الكلمات، مؤكدا أن “قانون العلاج النفساني والقوانين الأخرى يجب أن تنطلق من رحم الجامعة اللبنانية”، مرحبا “بجهود التغيير وقوننة المهنة وما قامت به وزارة الصحة العامة بهذا الخصوص”.
وطالب “بمراعاة أمرين في المسارات الجديدة التي هي في طور التفكير والإنجاز:
– إشراك القطاعات كافة وعلى رأسها الجامعة اللبنانية.
– التشدد في تطبيق معايير مزاولة مهنة العلاج النفساني وعدم شرعنتها أمام من لا يمتلك الشروط الموجبة”.
وتمنى أيوب للمؤتمر النجاح ولمعهد العلوم الاجتماعية بكل مراكزه ومختبراته البحثية دوام التقدم العلمي، وللجامعة اللبنانية المزيد من الازدهار، معتبرا أن “كل نشاط أكاديمي نقوم به هو دليل على أحقية وصوابية نيلنا الاعتماد المؤسسي الذي حصلنا عليه”.